باحثين عن جودة حياة أفضل، العديد من العرب ينتقلون من أوروبا إلى دول الخليج

### هجرة العرب نحو الخليج: سعي نحو جودة حياة أفضل

تشهد دول مجلس التعاون الخليجي موجة جديدة من الهجرة من قبل العديد من العرب الحاصلين على الجنسية الأوروبية، حيث يختار الكثير منهم العودة إلى دول الخليج. تتعدد الأسباب وراء هذه الهجرة، حيث يُشير بعض المهاجرين إلى المشاكل المتعلقة بالضرائب المرتفعة والقلق على الحفاظ على تقاليدهم الدينية في الدول الأوروبية.

### ارتفاع عدد السكان الأوروبيين في دول الخليج

تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن عدد المواطنين الأوروبيين قد شهد زيادة ملحوظة تجاوزت 30% في بعض دول الخليج. بدأ هذا الاتجاه في الظهور بشكل واضح في عام 2023 واستمر في أوائل عام 2024، مما يعكس التحول المتزايد نحو هذه المنطقة.

### دوافع العودة: من التحديات الاجتماعية إلى الرفاهية الاقتصادية

يعاني بعض المهاجرين من صعوبة الاندماج في المجتمعات الأوروبية، نتيجة للتحديات المرتبطة بالممارسات الدينية مثل احترام الطقوس الإسلامية ومواجهة مشاعر كراهية العرب والتمييز. علاوة على ذلك، تسهم المشاكل الاقتصادية مثل الضرائب المرتفعة في اتخاذ القرار، حيث يبحث الكثيرون عن مستوى معيشة أفضل وأسلوب حياة أكثر رفاهية في الخليج.

### الفرص الاقتصادية ومزايا “التأشيرات الذهبية”

تتمتع دول الخليج بجاذبية خاصة للمهاجرين، تعود إلى سهولة ممارسة الأعمال وإطلاق مشاريع اقتصادية كبرى. تقدم العديد من الدول برامج تُعرف بالتأشيرات الذهبية، والتي تمنح الإقامة للمستثمرين ورواد الأعمال وأصحاب الكفاءات العالية، مما يُعد حافزًا كبيرًا لجذب الكفاءات.

### تجارب فعلية: قصص من المهاجرين

يقول مصطفى إبراهيم، مواطن سويسري من أصل عراقي، إنه عاد إلى عُمان بعد عيشه في أوروبا، حيث عانى من صعوبات في تربية أطفاله وفقًا للتقاليد الإسلامية. ويشير إبراهيم إلى صعوبة المحافظة على هويته الثقافية في السويد، مما دفعه للعودة إلى عُمان حيث يشعر بالانتماء.

كما أن باسيــم التاي، مهندس مدني ألماني من أصل سوري، قرر الانتقال إلى دبي بسبب الأجور المنخفضة والضرائب العالية في ألمانيا. يشعر بالراحة الآن حيث يحقق وفورات أكبر ويحيا حياة مرفهة مقارنة بما كان عليه سابقًا.

### الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية: نظرة شاملة

تظهر إحصاءات السكان في دول الخليج زيادة تترواح بين 3% و5% في عدد الأجانب، مع تراجع الهجرات من بعض الدول الآسيوية لصالح زيادة هجرات من الجنسيات الأوروبية. يتمتع المهاجرون الأوروبيون بقدرة أكبر على إنفاق نسبة كبيرة من دخلهم في حين أن المهاجرين من الدول الإفريقية والآسيوية يميلون إلى ادخار نسبة أعلى من رواتبهم لإرسالها إلى بلدانهم الأصلية.

### التحديات المستقبلية: السياسة والهجرة

يوضح المحامي الألماني من أصل سوري، باسل رحمان، أن العواقب القانونية لهذا الاتجاه لا تزال غير واضحة. في ظل الأجواء السياسية المتزايدة التطرف في بعض الدول الأوروبية، قد تتجه الحكومات نحو إصدار قوانين قد تؤثر سلبًا على حقوق المهاجرين، ولا يُستبعد أن يتم مراجعة سياسات منح الجنسية وغيرها من الحقوق بشكل جذري.

### استنتاجات حول اتجاهات الهجرة

العودة إلى دول الخليج تعكس بحث المهاجرين عن حياة أفضل. تحتضن هذه الدول ثقافات متنوعة بينما تعمل على جذب ذوي الخبرة والمهارات العالية. لا يزال هذا الاتجاه يتزايد، حيث يبدي الكثيرون استعدادهم للعودة إلى مناطق يشعرون فيها بالانتماء والأمان الاجتماعي، رغم المخاطر المحتملة لمستقبلهم السياسي في دولهم الأصلية.