2024-11-03 02:00:00
الجهود الإصلاحية في مجال العمل في السعودية
شهدت المملكة العربية السعودية تحولًا كبيرًا في سياساتها المتعلقة بالعمالة من خلال إطلاق مبادرة إصلاح العمل في عام 2021. تهدف هذه المبادرة إلى تحسين ظروف العمل وتخفيف القيود المفروضة على العمالة الوافدة، لا سيما تلك المتعلقة بنظام الكفالة الذي كان يربط العمال بأرباب عملهم بشكل صارم.
المرحلة الأولى: تدابير الإصلاح
انطلقت المرحلة الأولى من الإصلاحات في مارس 2021، حيث قدمت مبادرة إصلاح العمل مجموعة من المزايا الجديدة للعمال المهاجرين، مع التركيز على حقوق العمال في نقل وظائفهم دون موافقة أصحاب العمل. شمل ذلك المهاجرين الذين قضوا فترة لا تقل عن عام في السعودية، مما أتاح لهم القدرة على تغيير وظائفهم والعودة إلى بلدانهم دون الحاجة إلى إذن من أرباب عملهم.
المرحلة الثانية: تحديث لوائح الغياب
في أكتوبر 2022، تم تنفيذ المرحلة الثانية من الإصلاحات التي استهدفت تيسير الإجراءات المتعلقة بتقارير الغياب. بموجب هذه الإصلاحات، يُمنح العمال الذين يتم اتهامهم بالغياب فترة سماح مدتها 60 يومًا لتغيير وظائفهم أو مغادرة البلاد. بالإضافة إلى ذلك، لم تعد اتهامات الغياب تؤدي تلقائيًا إلى فقدان الوضع القانوني، مما يمثل خطوة بارزة نحو حماية حق العمال.
تغييرات في النقل الوظيفي
قبل الإصلاحات، كان نقل الوظيفة يتطلب عادةً موافقة أصحاب العمل، مما كان يعكس الهيمنة الواسعة لهم. بعد الإصلاحات، يُمكن للعمال النقل إلى وظائف جديدة دون الحاجة لهذه الموافقة، مع وجود آلية عبر منصة "قوى" التي تسهل العملية. رغم التقدم، لا تزال هناك معوقات، مثل إمكانية قيام أصحاب العمل بإصدار تأشيرات خروج نهائية كوسيلة للضغط على العمال.
تنظيم تأشيرات الخروج
تاريخيًا، كانت تأشيرات الخروج أداة للضغط على العمال، إذ كان بإمكان أصحاب العمل منع العمال من مغادرة البلاد. مع الإصلاحات الجديدة، يمكن للعمال طلب تأشيرات الخروج بأنفسهم، مما يمنحهم درجة من الاستقلالية. ومع ذلك، لا يزال من الممكن لأرباب العمل الاعتراض على الطلبات، مما يعكس التوترات المتبقية في العلاقة بين العمال وأرباب العمل.
حق إنهاء العقود
يعتبر حق عمالة المهاجرين في عدم تجديد العقود أو إنهائها موضوعًا مركزيًا في الإصلاحات. قبل المبادرة، كان العمال يواجهون صعوبات كبيرة في تأكيد حقوقهم عند محاولة إنهاء عقودهم. وفي الوقت الحالي، تم تسهيل الإجراءات من خلال منصة "قوى"، حيث يمكن للعمال الآن إدارة طلباتهم عبر الإنترنت، على الرغم من استمرار وجود الفرص لأرباب العمل للضغط عليهم من خلال تأشيرات الخروج.
معالجة نظام الغياب
عند النظر إلى النظام السابق لتقارير الغياب، كان العمال عرضة للتهم بشكل غير عادل، مما زاد من التعاملات السيئة. الإصلاحات الجديدة تمنح العمال فترة صلاحية لإزالة أي اتهامات، مما يعكس تحولاً إيجابيًا نحو احترام حقوق العمال. مع ذلك، يواجه العمال تحديات تتعلق بالعدالة في النظام وقدرتهم على مواجهة تلك الاتهامات.
الآفاق المستقبلية للإصلاحات
التحولات التي أحدثتها مبادرة إصلاح العمل لا تعني نهاية نظام الكفالة بالكامل، بل تشير إلى تغيير في بعض جوانب التحكم. تحتاج الحكومة السعودية إلى مواصلة العمل نحو تحقيق تحسن حقيقي في حقوق العمال، بما في ذلك تعزيز قدرة النظام على معالجة الشكاوى بشكل عادل وسريع. يُعتبر الضغط المحلي والدولي عنصرًا هامًا لتحقيق التوازن بين حقوق العمال ومصالح أرباب العمل.