2025-01-21 03:00:00
تراجع عدد الأصدقاء المقربين في سنغافورة
تظهر دراسة أجرتها معهد الدراسات السياسية (IPS) أن متوسط عدد الأصدقاء المقربين لدى سكان سنغافورة قد انخفض من 10.67 صديقًا في عام 2018 إلى 6.49 صديقًا في عام 2024. هذه الإحصائيات تعكس تغيرات اجتماعية هامة داخل المجتمع السنغافوري.
الشباب والعلاقات الاجتماعية
تشير الدراسة إلى أن الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عامًا يواجهون انخفاضًا أكبر في عدد الأصدقاء المقربين مقارنة بالنظراء الأكبر سنًا، وذلك بغض النظر عن الوضع الاجتماعي والاقتصادي. يعكس هذا الاتجاه أهمية فهم التحديات التي تواجه الأجيال الشابة في بناء علاقات اجتماعية قوية ومتماسكة.
أهمية رأس المال الاجتماعي
أشار المدير العام لمعهد الدراسات السياسية، جاناداس ديفان، إلى أن قدرة سنغافورة على التعامل مع جائحة كوفيد-19 كانت مرتبطة بشكل وثيق برأس المال الاجتماعي العالي الذي تتمتع به البلاد. هذا النوع من التعاون والثقة المتبادلة بين أعضائها يمكن أن يسهم بشكل كبير في إنقاذ الأرواح خلال الأزمات.
العوامل المؤثرة على تماسك المجتمع
حدد ديفان ثلاثة عوامل رئيسية قد تسهم في الضغط على تماسك المجتمع السنغافوري: ارتفاع الفوارق الاقتصادية، وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي، والهجرة. تحمل هذه العوامل تأثيرات عميقة تتطلب استجابة جماعية وسبر أغوار الأسباب الجذرية لتلك التحديات.
تغيرات الفوارق الاقتصادية
تسجل الدراسة زيادة ملحوظة في تفضيل الأشخاص للتفاعل مع من يشبههم في مستويات الدخل، حيث ارتفعت نسبة الأشخاص الذين يفضلون التفاعل مع ذوي الدخل المماثل من 45% في عام 2018 إلى 52% في عام 2024. هذه الظاهرة توضح كيف تؤثر الفوارق الاقتصادية على العلاقات الاجتماعية وتفضيلات الأفراد.
التفاعل الحكومي والمجتمعي
طالبت جلسات المؤتمر بالتفكير في كيفية تأثير تدخل الحكومة في الشؤون الاجتماعية على التفاعل العضوي بين المواطنين. حيث ناقش المشاركون ما إذا كان النهج الحكومي قد يقلل من الفرص المتاحة للحوار المجتمعي، وأكدوا على أهمية توفر بيئة تعاون إيجابية بين الدولة والمجتمع.
الثقة وسط المخاطر
يعد تعزيز الثقة بين أفراد المجتمع أمرًا حيويًا لبناء علاقات قوية. وكما أشار أحد الخبراء، إذا فقد المجتمع الثقة، فسوف يصعب الوصول إلى حالة من التعاون والتنمية المشتركة. التحدي يكمن في كيفية الحفاظ على هذه الثقة وتعزيزها في أوقات عدم اليقين.
مساحات النقاش والتعليم التقليدي
أثارت الجلسات الفكرية تساؤلات حول كيفية تعزيز التفكير النقدي في المؤسسات التعليمية، وخاصة بعد دمج جامعة ييل مع برنامج الدراسات الجامعية في NUS. وأكد الحضور على أهمية تقديم بيئة تعليمية تشجع التفكير النقدي والنقاش الحر.
الهجرة والتنوع الاجتماعي
تسائل المشاركون حول تحسين سياسة الهجرة في سنغافورة، حيث اقترح البعض إعطاء الأولوية للأفراد ذوي الروابط العائلية في البلاد. حيث أن التركيز على التنوع والاندماج يشكل محورًا رئيسيًا لفهم التحديات التي تواجه المجتمع السنغافوري.
تحديات الهوية والاعتراف بالتنوع
موضوع الهوية وحالة الفئات العرقية المختلفة في سنغافورة كان أيضًا جزءًا من النقاش، حيث اختلفت الآراء حول فكرة تقسيم المواطنين إلى فئات قومية. يعتبر هذا النقاش مهمًا لفهم الهوية الوطنية ومكانة الأفراد في بناء مجتمع متنوع ودائم التطور.
استراتيجيات جديدة لمواجهة التنوع الفائق
يمكن إعادة تعريف الثقافة من منظور التغير، حيث ينبغي أن يعتمد تفاعل السنغافوريين على التفكير في مستقبلهم المشترك. وهذا يستدعي التعامل مع مفهوم المواطنة كعاطفة تتضمن مشاعر الأفراد تجاه مجتمعهم، مما يضيف عمقًا جديدًا لفهم العلاقات الاجتماعية.