كوريا الجنوبية

[تحقق من الحقائق] “المهاجرون إلى كوريا” في أعلى المستويات في العالم؟

2024-12-13 03:00:00

تحليل ظاهرة الهجرة إلى كوريا الجنوبية

طفرات الهجرة إلى كوريا الجنوبية

في السنوات الأخيرة، تعرضت كوريا الجنوبية لزيادة ملحوظة في عدد المهاجرين القادمين إليها من مختلف البلدان. هذا الاتجاه أصبح موضوع دراسة من قبل العديد من الهيئات المعنية، أبرزها منظمة التعاون والتنمية (OECD). التقارير الإعلامية أفادت بأن كوريا الجنوبية تحتل المركز الثاني عالمياً في معدل زيادة الهجرة بين دول المنظمة خلال العام الماضي.

تعريف المهاجرين والاختلافات بين الدول

تتباين تعريفات المهاجرين بين الدول ومنظمة OECD، مما يجعل الأمر معقداً عند تحليل الإحصاءات. هناك نوعان رئيسيان يتم التركيز عليهما في التقارير، وهما السكان الأجانب والسكان المولودين خارج البلاد. يتم استخدام مفهوم "السكان الأجانب" للإشارة إلى الأشخاص الذين يحملون جنسية دولة أخرى ويعيشون في دولة معينة. بينما "السكان المولودين خارج البلاد" يشمل المهاجرين الذين ولدوا في بلدان أخرى ويعيشون الآن في كوريا الجنوبية، سواء كانوا يحملون الجنسية الكورية أم لا.

زيادة إقبال المهاجرين على كوريا

تشير بيانات OECD إلى أن كوريا الجنوبية تشهد نمواً مستمراً في عدد المهاجرين، حيث بلغ عددهم أكثر من 87 ألف شخص في العام 2023، بزيادة بنسبة 50% مقارنة بالعام 2022. هذا النمو ليس وليد الصدفة بل يرتبط بالتحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلاد. يُعزى هذا الاتجاه إلى طلب متزايد على العمالة الأجنبية بسبب نقص القوة العاملة في بعض القطاعات، بالإضافة إلى التغييرات الناتجة عن جائحة كورونا.

مقارنة بالإحصاءات التاريخية

عند النظر إلى الإحصاءات على مدى السنوات، يظهر أن كوريا الجنوبية قد حققت زيادة ملحوظة في عدد المهاجرين خلال العام الماضي، لكنها لا تزال في مرتبة متوسطة عندما يتم مقارنة أرقام الهجرة بعام 2019. في تلك الفترة، لم تكن الزيادة بمثل هذا الحجم، وهو ما يشير إلى أن الوضع الهجري يتطلب المزيد من التقييم إذا ما نظرنا إلى الأرقام قبل الجائحة.

  سلينا إيمين، توقعات بتغيرات كبيرة في الهجرة الاستثمارية الخارجية... يجب الانتباه لاختيارات الأثرياء

تحديد مصدر الهجرة

تتوزع مصادر المهاجرين إلى كوريا الجنوبية بشكل كبير، حيث يأتي معظمهم من دول مثل الصين وفيتنام وتايلاند. تمثل هذه الدول جزءاً كبيراً من الهجرة إلى كوريا وتساهم بشكل كبير في تنوع المجتمع الكوري. من الجدير بالذكر أن الحكومة الكورية تتبنى سياسات تسهيل الحصول على تأشيرات العمل للعمال الأجانب في مجالات معينة، مما يساعد في تعزيز اقتصاد البلاد.

دوافع الهجرة ونتائجها

تشير التقارير إلى أن رغبة المهاجرين في الاستقرار في كوريا تفوق مجرد البحث عن فرص العمل. إن العديد منهم يسعون للحصول على جنسية كورية أو الإقامة الدائمة، وهو الأمر الذي يزيد من أعدادهم. كما تعكس الأرقام النمو في عمليات تقديم طلبات اللجوء، حيث زادت الطلبات بنسبة 63% في العام الماضي.

الهجرة بعين الحكومة الكورية

تسعى حكومة كوريا الجنوبية إلى تبني نهج استراتيجي في التعامل مع ظاهرة الهجرة، حيث يتم الحديث عن إنشاء هيئة للمهاجرين التي ستدير القضايا المتعلقة بالهجرة وتسهيل إجراءات الدخول والإقامة. هذه الهيئة من المتوقع أن تلعب دوراً محورياً في تقديم الإرشادات اللازمة للمهاجرين وتسهيل اندماجهم في المجتمع.

الخاتمة

الهجرة إلى كوريا الجنوبية تعتبر ظاهرة متنامية لها أبعاد اقتصادية واجتماعية متعددة. تستمر النقاشات حول أفضل السياسات لإدماج هؤلاء الوافدين بشكل ينفع الجميع.