2025-02-05 03:00:00
معاناة المهاجرين غير المسجلين في كوريا
تواجه فئة غير قليلة من الأفراد في كوريا الجنوبية واقعًا مأساويًا يتمثل في كونهم مهاجرين غير مسجلين، حيث يستمرون في العيش في ظلال لا يمكنهم من خلالها إثبات وجودهم القانوني في البلاد التي نشأوا فيها. يشكّل هؤلاء الأفراد تحديًا كبيرًا للمجتمع ويثيرون تساؤلات ملحة حول حقوقهم وواجباتهم.
من هم المهاجرون غير المسجلين؟
غالبًا ما يُعرف المهاجرون غير المسجلين بأنهم أفراد ولدوا لأبوين غير مسجلين أو أتوا إلى البلاد بطرق غير قانونية. على سبيل المثال، مارينا، فتاة ولدت لأبوين مغوليين غير مسجلين، تعيش في كوريا منذ طفولتها دون أن يسجلها النظام القانوني في أي مكان. النتيجة هي حياة مليئة بالضغوطات، حيث يشعر الكثير من هؤلاء الشباب بأنهم "أشباح" لا وجود قانوني لهم في المجتمع.
الهوية والانتماء
يتبادر إلى الذهن سؤال مهم: ماذا يعني أن يُعتبر الشخص منكوبًا بسبب افتراضات مستندة إلى هويات آبائهم؟ تكافح مارينا من أجل إثبات هويتها ككورية رغم جذورها الفعلية في البلاد. يشعر هؤلاء الأفراد بأنهم كوريون من حيث اللغة والثقافة والانتماء، لكنهم يجدون أنفسهم محاصرين بسبب وضعهم القانوني.
حق التعليم ووقف القبول
يجتاز المهاجرون غير المسجلين مسيرة تعليمية معقدة، حيث يُسمح لهم بالتحصيل العلمي حتى سن معينة، بعدها تُعقد الأمور. كان يشمل ذلك سابقًا توقيف الترحيل حتى إنهاء التعليم، لكن هذا النجاة بات في خطر مع اقتراب انتهاء المهل القانونية المفروضة. في لحظة حرجة، عليها أن تتعامل مع المستقبل بمزيج من القلق والفقدان.
البحث عن هوية جديدة
تسعى الحكومة إلى معالجة هذه القضايا، لكن الخطوات المتخذة ليست دائماً كافية. في عام 2021، تمكنت مارينا من الحصول على حق الإقامة المؤقت، مما أعطاها بعض الأمل. ولكن، مع حلول موعد تجديد وضعها، تتساءل عن مدى إمكانية الحفاظ على هذه الهوية التي سعت للحصول عليها.
عقبات التعلم والتوظيف
يظهر التحدي الكبير في عائقين رئيسيين؛ العقبات الأكاديمية والوظيفية. يواجه العديد من هؤلاء الشباب صعوبات في الالتحاق بالجامعات بسبب تصنيفهم كطلاب دوليين، مما يضعهم تحت قيود صارمة يتعذر تجاوزها. الإقامة في البلاد تتطلب الحصول على وظائف، ولكن الحصول على تصريح عمل ضمن هذا الوضع يعتبر بمثابة حلم بعيد المنال.
التتبع في نظام بيروقراطي معقد
تعيش مارينا في خوف مستمر من فقدان إذن الإقامة أو مواجهة الترحيل. هناك العديد من الشباب الذين يعبرون عن رغبتهم في العمل والتطور، لكنهم يواجهون تحذيرات شديدة من قِبَل النظام التي تضع صعوبات جمة في طريقهم.
القضايا القانونية والإنسانية
تعيش هذه الفئة في دائرة مفرغة من الوعود الحكومية المعلقة، حيث تشتد المناقشات حول حقوقهم الإنسانية. على الرغم من المحاولات المتكررة لتأسيس قاعدة قانونية توفر لهم الحماية، لا تزال العديد من القضايا مفتوحة دون حلول ملموسة. وينوه العديد من العاملين في هذا السياق إلى أن عدم معالجة هذه القضايا يعتبر انتهاكًا لمبادئ حقوق الإنسان الأساسية.
الأثر النفسي والاجتماعي
يتم التطرق لمخاوف الصحة النفسية في ظل هذه الأوضاع. يعاني الكثير من هؤلاء الشباب من مشاعر الاكتئاب والقلق المستمر، والتي يمكن أن تؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس والشعور بالخزي. هذا التأثير يمتد ليشمل العلاقات الاجتماعية، حيث يكونون مترددين في الاندماج بسبب الشعور بعدم الأمان الذي يسيطر عليهم.
تصريحات القائمين على حقوق الإنسان
على الصعيد الرسمي، تنادي العديد من المنظمات بحقوق هؤلاء الشباب. يتم تعزيز المطالبات بضرورة تصنيفهم بطرق تسمح لهم باكتساب الجنسية أو الحصول على اعتراف قانوني يتماشى مع واقعهم. تجدد هذه المطالبات الأمل في إمكانية تغيير التشريعات الحالية لتحقيق العدالة.
الخلاصة
تساؤل مهم يظل مطروحًا: هل يجب أن يُعاقب الأبناء بسبب خيارات آبائهم؟ تمثل القضايا المعقدة التي يواجهها هؤلاء الشباب وضعًا يتطلب فحصًا عميقًا وتأملًا سليمًا في الطبيعة الإنسانية وحقوق الوجود الكريم.