الولايات المتحدة

إدارة ترامب تهدف لجعل المهاجرين غير الموثقين يعودون طواعية إلى بلادهم من خلال حملة رسائل جديدة

2025-03-12 11:13:00

جهود إدارة ترامب لحث المهاجرين غير الشرعيين على العودة الطوعية

تشهد الولايات المتحدة توجهاً جديداً من إدارة ترامب تستهدف من خلاله تحفيز المهاجرين الذين لا يحملون وضعاً قانونياً على العودة طوعياً إلى بلدانهم. يتضمن هذا الجهد استخدام تطبيق جديد وأسلوب إعلاني شامل، حيث تروج وزارة الأمن الداخلي لذلك بشكل مكثف.

التطبيق الجديد: CBP Home

تم إعادة إطلاق تطبيق CBP One، والذي كان يهدف سابقاً إلى توفير فرص قانونية للمتقدمين لطلب اللجوء، تحت مسمى "CBP Home". الهدف الجديد من التطبيق هو تيسير عملية الإبلاغ عن العودة الطوعية، معلنين أن هذه الخطوة تعتبر "الخيار الأكثر أماناً" للمهاجرين غير الموثقين. وفقاً للوزارة، يهدف هذا التوجه إلى الحفاظ على موارد إنفاذ القانون وتخفيف العبء الناتج عن الترحيل القسري.

الرسائل الإعلانية

تشمل الحملة الإعلانية التي يقودها وزير الأمن الداخلي، كريستي نويم، إعلانات تحث المهاجرين غير الشرعيين على مغادرة الولايات المتحدة. تتضمن الإعلانات رسائل قوية، حيث تُشدد على أن الحكومة ستقوم بمراقبتهم واتخاذ الإجراءات اللازمة في حال عدم مغادرتهم. وكالة الأمن الداخلي خصصت ميزانية ضخمة تبلغ 200 مليون دولار لهذه الحملة، والتي تسعى لتوصيل رسالة واضحة بأن "الخيار متاح لهم لكن عليهم احترام قوانين البلاد".

الانتقادات والتحذيرات

تواجه هذه الحملة انتقادات قوية من قِبل خبراء الهجرة والحقوق المدنية. يعبّر البعض عن قلقهم من مدى واقعية العودة الطوعية ومخاطرها القانونية. أشار المحللون إلى أن العودة الطوعية قد تؤدي إلى تداعيات وخيمة على الأشخاص المعنيين، بما في ذلك حظر دخولهم مجدداً للولايات المتحدة لفترات طويلة، أو حتى حرمانهم من أي فرص قانونية للعودة. تُبرز هذه المخاوف بالأساس عندما يقول البعض إن العودة الطوعية تكون غالباً مغمورة بالضغط النفسي والاجتماعي، مما يمكن أن يجبر افراداً على اتخاذ قرارات صعبة.

  37 شخصًا تم اعتقالهم في حملة واسعة النطاق لمكافحة الهجرة في إحدى الشركات في بيلينغهام

نظرة قانونية

تحدثت بعض المحاميات والمناصرات لحقوق المهاجرين عن حقوق الشخص في الاعتراض على الترحيل. يُعتبر من حق الأشخاص، بغض النظر عن وضعهم القانوني، أن يعارضوا أي خطوات ترحيل قد تتخذ ضدهم في المحاكم. ومع ذلك، فإن القبول بفرصة العودة الطوعية يمكن أن يعيق أي إمكانية للعودة القانونية للولايات المتحدة، حتى لو كانت هناك أسباب قانونية لذلك.

تطبيق السياسات العنصرية

تُعتبر السياسات التي تحث المهاجرين على مغادرة البلاد من خلال الضغط الاقتصادي والاجتماعي تناقضًا مع المبادئ الأساسية للحقوق الإنسانية. وتستهدف هذه السياسات في كثير من الأحيان الفئات الأكثر ضعفاً، مما يزيد من حدة الضغوط التي يواجهها الأفراد والعائلات. يرى مؤيدو حقوق المهاجرين أن هذه الأساليب بمثابة تحرك سياسي لتعزيز حظوظ الإدارة في استقطاب أصوات الناخبين الذين يدعمون سياسات الهجرة الأكثر صرامة.

إحصاءات الترحيل الذاتية

من الجدير بالذكر أن البيانات المتعلقة بالترحيل الذاتي وتقديرات العودة الطوعية تعتبر أمورًا صعبة القياس، بينما تسعى إدارة ترامب إلى تحسين إحصاء تلك الحالات من خلال تطبيقها الجديد. ومع ذلك، هناك تباين كبير في المعلومات المتاحة حول أولئك الذين يقررون المغادرة طواعية، حيث لا توجد إحصاءات دقيقة توضح الحالات التي تشمل المغادرين خارج نطاق الإجراءات الرسمية.

يُظهر هذا النقاش الهام كيف تتداخل السياسات الحكومية مع الحياة اليومية للمهاجرين، ويعكس التحديات المرافقة لإدارة ملف الهجرة في الولايات المتحدة.