2025-03-26 02:53:00
الإدانة العالمية للسياسات الأمريكية تجاه الهجرة
تضع الفصول الحالية من التاريخ بين يدي العالم دلائل صارخة عن الوجه الاستعماري والرأسمالي للولايات المتحدة، وهو ما يظهر جليًا في كيفية تعاملها مع المهاجرين الفنزويليين. هذه السياسات ليست سوى تجسيد فاضح للفاشية التي تتلبس بعباءة الديمقراطية وحقوق الإنسان، حيث تساهم هذه السياسات في تأجيج الأزمات الإنسانية في مختلف أرجاء العالم.
النفاق في القيم الأمريكية
خلال عقود، استخدمت الولايات المتحدة قيمًا مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان كغطاء لممارساتها الاستعمارية. اليوم، لم يعد الخواء الظاهر لهذه القيم متوارياً، فقد انكشفت النوايا الحقيقية عبر السلوك الفاشي للإدارة الأمريكية تجاه المهاجرين من فنزويلا. إن وصف هؤلاء المهاجرين بالمهربين هو تعبير عن أسلوب رخيص لاستغلال الأزمات التي يواجهونها.
مشاهد من الفوضى الإنسانية
تشهد الساحة العالمية فصولاً مأساوية تندد بها جميع الضمائر الحية. إن العنف الذي تعرض له أهل غزة واضطرار الملايين إلى ترك أراضيهم وقراهم، وكذلك الدمار الذي لحق بالشعب الأوكراني، كلها مشاهد تتحدث عن تخلي القوى الكبرى عن إنسانيتها. إن في التعامل مع المهاجرين الفنزويليين تجسيداً لهذا التوجه؛ حيث تتعرض كرامتهم ومصالحهم الوطنية للإهانة في صفقة رخيصة لتحقيق مصالح سياسية.
انفصام الشخصية الأمريكية
تفتقر الولايات المتحدة إلى أي مصداقية للتحدث عن حقوق الإنسان، فهي التي وضعت عقوبات قاسية على دول مثل فنزويلا وإيران، والتي دفعت مواطنيها إلى الهجرة رغماً عنهم. إن استخدام الأوصاف المهينة مثل "التهريب" لوصف الفنزويليين هو تعبير واضح عن عدم احترام حقوق الأفراد. هذه السياسات ظلت تتجاهل الأبعاد الإنسانية لتؤكد أن المصالح الاقتصادية والسياسية مقدم على القيم الإنسانية.
التحالفات الإمبريالية والمدافعة عن القضايا العادلة
الفروق الفاضحة في التعامل مع الدول المختلفة تكشف أيضاً عن التواطؤ بين الأنظمة المختلفة. فبينما تستمر الولايات المتحدة في دعم الأنظمة الفاسدة التي تذل شعوبها، تقف الشعوب الحرة صفاً واحداً في وجه هذه السياسات. إن التحالفات التي تبنيها واشنطن مع بعض الحكومات في أمريكا اللاتينية تعكس انحلالاً أخلاقياً ويجب أن تواجه بالرفض والمقاومة.
النداء من قلب المقاومة
تجدد الفصول الجديدة من التاريخ الدعوات إلى التضامن مع الشعوب التي تعاني من الاضطهاد. من هنا، تُعبر منظمات مثل "الفصل الدولي المناهض للفاشية في إيران" عن دعمها العميق للحكومة البوليفارية والشعب الفنزويلي في مواجهة هذه السياسات الجائرة. إن النضال من أجل الحرية يتجاوز الحدود، وهو يكتسب زخمًا عالميًا ضد الفاشية الجديدة التي بدأت تتجلى في سياسات الدول الكبرى.
إرث الثورة البوليفارية
تمثل الثورة البوليفارية أملاً للشعوب المظلومة ضد قوى الاستعمار. إن روح التحرر التي تذكيها الحروب ضد الفاشية يجب أن تستمر في إشعال العقول والقلوب في جميع أنحاء العالم، حيث تُظهر أن القيم الإنسانية ليست مجرد شعارات تُرفع، بل هي واقع يجب السعي لتحقيقي. إن مقاومة الفاشية تبدأ من رفض هذه السياسات الظالمة والانحياز للعدالة والمساواة.
