الولايات المتحدة

الولايات المتحدة ترحل 250 من أفراد العصابات المزعومين إلى السلفادور على الرغم من حكم المحكمة لوقف الرحلات | الهجرة الأمريكية

2025-03-16 13:29:00

### سياسة الترحيل الأمريكية

قامت الولايات المتحدة بترحيل أكثر من 250 شخصًا، يُزعم أنهم ينتمون إلى عصابات من فنزويلا، إلى السلفادور، على الرغم من حكم قضائي أمريكي يأمر بإيقاف هذه الرحلات. جاء هذا الترحيل بعد أن استخدم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشكل مثير للجدل قانون الأعداء الأجانب، وهو قانون يعود إلى عام 1798 ويُفترض أن يُستخدم فقط أثناء الحروب.

### تفاصيل الترحيل

أوضح رئيس السلفادور، نجيب بوكيله، أن عددًا من أعضاء عصابة Tren de Aragua الفنزويلية الذين تم ترحيلهم بلغ 238، بالإضافة إلى 23 عضوًا من عصابة MS-13 السلفادورية. يستند هذا الترحيل إلى اتفاق بين الحكومتين، حيث ستقوم الولايات المتحدة بدفع أموال للسلفادور للاحتفاظ بهؤلاء الأفراد في مركز احتجاز يتسع لـ40,000 شخص يُشار إليه على أنه “مركز احتجاز للإرهابيين”.

### حكم القاضي وتأثيره

جدير بالذكر أن القاضي الفيدرالي الأمريكي، جيمس بوازبيرغ، قد أصدر حكمًا يهدف إلى وقف الترحيلات لجميع الأفراد الذين تم تحديدهم كمستحقين للإبعاد بموجب إعلان ترامب، الذي صدر يوم الجمعة. كما أمر بعودة الرحلات الطائرة التي كانت متجهة إلى السلفادور بالفعل. بالرغم من هذا الحكم، استمرت عملية الترحيل، مما أثار تساؤلات حول الالتزام بالقرارات القضائية.

### ردود فعل وانتقادات

عقب تحديث بوكيله بشأن الترحيلات، قام وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، بتوجيه الشكر لرئيس السلفادور على مساعدته. وأكد روبيو أن الولايات المتحدة قد أرسلت عددًا من قادة عصابات MS-13 المُعتبرين خطرين، بالإضافة إلى مسؤولين آخرين من Tren de Aragua، والذين سيواجهون العدالة في السلفادور.

### الأسس القانونية والترتيبات

استخدم ترامب قانون الأعداء الأجانب لترحيل أعضاء العصابات المشتبه بهم، مدعين أن هؤلاء الأفراد كانوا ينفذون “حربًا غير نظامية” ويقومون بأعمال عدائية ضد الولايات المتحدة. وكان قد تم تصنيف عصابة Tren de Aragua كمنظمة إرهابية أجنبية الشهر الماضي.

  فلوريدا تطلق مبادرة LEAD للحد من امتثال الضباط المحليين لقوانين الهجرة

### ردود الفعل القانونية والسياسية

وصف المدعي العام الأمريكي، بام بوندي، حكم القاضي بوازبيرغ بأنه يعد خروجًا عن السلطة المعروفة للرئيس، مدعيًا أن القرار يعرض الجمهور وخدمات إنفاذ القانون للخطر. ومع ذلك، اعتبر محامو الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية أن الرئيس لا يمتلك الصلاحية لاستخدام هذا القانون ضد عصابات إجرامية بدلاً من الدول المعترف بها.

### معاملة السجناء في السلفادور

تعتبر السجون في السلفادور، بما في ذلك مركز “Cecot” الذي يتسع لـ40,000 شخص، مركزًا رئيسيًا في حملة الحكومة لمكافحة العصابات. منذ إطلاق هذه الحملة في مارس 2022، تم احتجاز عشرات الآلاف. يُعرف المركز بظروفه القاسية، حيث ينام السجناء على أسرة معدنية دون فرش أو ملابس سرير، ويتم تقديم نفس الوجبة لهم يوميًا، ما أثار مخاوف بشأن حقوق الإنسان.

### انتقادات حقوق الإنسان

تعرّضت الإجراءات الحكومية في السلفادور لانتقادات شديدة من نشطاء حقوق الإنسان، حيث طالت الاعتقالات الجماعية العديد من الأفراد بدون أي إجراء قانوني ملائم. توثق التقارير وفاة أكثر من 100 سجين في مراكز الاحتجاز التي أنشأتها الحكومة منذ بدء الحملة، وسط دعوات للشفافية والعدالة في نظام الاحتجاز.

### التحديات المستقبلية

ما زال هناك تساؤلات حول ما إذا كان الأفراد الذين تمت إعادتهم من الولايات المتحدة هم بالفعل أعضاء في عصابات أو متهمين بارتكاب جرائم، حيث لم تقدم كل من الولايات المتحدة والسلفادور أدلة واضحة تدعم ادعاءاتهما. إذ يبقى الوضع بين السلطات الأمريكية والسلفادورية محل جدل ونقاش مستمر، خصوصًا في ظل الظروف الغامضة المحيطة بعمليات الترحيل هذه.