2025-03-27 05:00:00
ترامب يراهن على التعريفات الجمركية وسط الشكوك الانتخابية
الصعود المفاجئ للسياسة التجارية عند ترامب
على الرغم من المشاعر السلبية التي قوبل بها الرئيس دونالد ترامب بسبب سياساته للهجرة خلال ولايته الأولى، يبدو أن استراتيجية ترامب الجديدة بخصوص التعريفات الجمركية قد تكتسب زخمًا في ولايته الثانية. في الوقت الذي تواجه فيه هذه السياسات استنكارًا واسعًا في استطلاعات الرأي، يعاني الكثير من الناخبين من عدم ثقتهم في فعالية هذه الإجراءات. ومع ذلك، يعتقد مستشارو ترامب أن هذه التعريفات، التي تستهدف أميركا الأسهم بشكل خاص، قد تعيد تشكيل المشهد السياسي والاقتصادي للولايات المتحدة.
استراتيجيات التعريفات الجمركية والتأثيرات المحتملة
منذ توليه منصبه للمرة الثانية، أصبح فرض التعريفات الجمركية على الشركاء التجاريين الرئيسيين في العالم سمة بارزة للسياسة الاقتصادية لترامب. تمثل هذه التعريفات نوعًا من المقاومة ضد بعضها البعض في ظل تجاوز عقود من السياسات التجارية التقليدية. يخطط ترامب لفرض تعريفات جديدة في الثاني من أبريل كجزء من "يوم تحرير أميركا"، مما يهدد بإحداث الفوضى في الأسواق العالمية ويثير قلق رجال الأعمال من التخريب المحتمل في سلاسل الإمداد.
تحديات في سياق السياسة الدولية
تواجه استراتيجية ترامب في التعريفات الجمركية معارضة ليس فقط من حلفاء أميركا التقليديين، بل أيضًا من قطاعات الأعمال المحلية التي استفادت من الوضع الراهن. التحذيرات من حدوث صدمات في سلسلة الإمدادات وزيادة تكاليف المعيشة تزداد وضوحًا، حيث يعبر العديد من الخبراء عن مخاوفهم من فقدان القدرة التنافسية للقطاع الصناعي الأميركي في مواجهة زيادة تكاليف المواد الخام المستوردة. يُظهر استطلاع حديث أنه وسط هذه المخاوف، يبقى موضوع الهجرة هو أكثر القضايا استحسانًا من قبل الناخبين، بينما تُعتبر التعريفات الجماركيّة جزءًا من السبب في عدم الثقة.
مقاييس النجاح والتحديات السياسية
يرى بعض المؤيدين، مثل نيك إياكوفيللا، أن النجاح في سياق التعريفات الجمركية سيُقدر بناءً على مدى تأثيرها في تحقيق الأهداف الاقتصادية للتحول الصناعي. يتوقع إياكوفيللا أن ينتج عن هذه الأجندة زيادة كبيرة في الدخل الوطني ونموًا في الناتج المحلي الإجمالي، مما قد يؤدي إلى استعادة عظمة الصناعات الأميركية. يُشير هذا الشخص إلى أن الاقتصاد يجب أن يتم تقييمه وفقًا لما يراه الناخبون، وليس فقط من خلال ارتفاعات مؤشر سوق الأسهم.
السيطرة على ردود الفعل السياسية
توجد اعتبارات سياسية خطيرة تواجه ترامب أثناء تنفيذ سياسته الجديدة، خاصة في ظل انتخابات قريبة قد تحدد ملامح دعمه الداخلي. يُلاحظ أن تحليلات بعض المستشارين، مثل ستيف بانون، تشير إلى أن نتائج الانتخابات القادمة يمكن أن تُجبر ترامب على إجراء تعديلات على خطته. إذ تتطلب المواقف السياسية الحالية قدرة على المناورة والتكيف مع ردود الفعل الاجتماعية المتزايدة.
علامات التحذير في استطلاعات الرأي
رغم التحديات المحيطة، تشير استطلاعات الرأي إلى وجود معارضة ملحوظة للتعريفات الجمركية التي أعلنها ترامب، حيث أظهر استطلاع حديث أن 61% من الناخبين لا يوافقون على كيفية تعامله مع هذا الملف. بينما يُظهر موضوع الهجرة مستوى مرتفعًا من القبول الشعبي، مما يثير تساؤلات حول إمكانية انزلاق الأمور إذا استمرت هذه السياسات في مواجهة الانتقادات.
الإيمان بقدرة النظام التجاري العالمي على التغيير
في قلب برنامج ترامب الجديد يقبع افتراض بأن النظام التجاري العالمي السابق لم يعد مستدامًا. يُعبر المستشارون عن إيمانهم بأن أي ألم قصير المدى ناجم عن التعريفات الجمركية سيكون لصالح الأجيال القادمة، وأن الفوائد طويلة الأمد ستظهر على نفسها. تصريحات ترامب الأخيرة تشير إلى استعداده لإجراء تفاوضات مرنة مع الدول التي قد تتأثر بالتعريفات، ما يعكس رغبة في فتح قنوات تواصل قد تساعد في تخفيف التوترات.
الرغبة في إعادة بناء النظام التجاري
بحسب المسؤولين في إدارة ترامب، يُعتبر طرح التعريفات الجمركية جزءًا من رؤية أوسع لإعادة تشكيل النظام التجاري العالمي، مع التركيز على تأمين مصلحة العمال الأميركيين. هذا يترافق مع دعوات من بعض الحلفاء في الكونغرس لضمان حماية حقوق العمال المحليين ضد التحديات التي يمثّلها المنافسون الدوليون.
