2025-03-18 14:10:00
رحلات الهجرة الأمريكية تثير البحث المحموم عن المفقودين في عائلات المهاجرين
شهدت الأوساط العراقية صدمة عميقة بعد أن عادت أسماء العديد من المهاجرين من الظهور في سجل إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE)، حيث اختفت من قاعدة البيانات بشكل مفاجئ، مما دفع عائلاتهم إلى حالة من الذعر وعدم اليقين.
لحظات من الذعر
تحدث فرانسيسكو كارابالو، البالغ من العمر 26 عامًا، مع زوجته في ليلة الجمعة، وهو في حالة من البكاء والقلق. كانت تلك اللحظة السابقة لركوبه طائرة مع عدة مهاجرين آخرين، حيث تم تقييدهم ويبدو أنهم في طريقهم لوجهة مجهولة.
بعد مرور 24 ساعة، اختفى اسمه من نظام ICE، ليكتشف بعد ذلك أنه تم نقله إلى السلفادور، حيث يُحتجز في سجن ذو حراسة مشددة بعد أن اتهمته الإدارة الأمريكية بأنه جزء من عصابة "ترين دي أراجوا". تنفي زوجته بشكل قاطع تلك التهمة، وتجد صعوبة في فهم منطقها.
عمليات الإبعاد تثير الرعب
أثارت هذه الرحلات الجوية التي نفذتها السلطات الأمريكية حالة من الذعر بين العائلات، حيث فقد المئات من المهاجرين اتصالهم بالعالم الخارجي. العديد منهم وجدوا أنفسهم في سجن بالسلفادور، وهو مجمع ضخم لا يُسمح فيه بزيارة أو ترفيه أو تعليم. وقد دفعت الحكومة الأمريكية نحو 6 ملايين دولار لسلفادور لتحتفظ بالمساجين، حيث لا تقبل الحكومة الفنزويلية عودة مواطنيها غالبًا.
عائلات تبحث عن الأمل
تجسد حالة شيومارا فيزكايا، التي فقدت الاتصال بابنها، الوضع اليائس الذي يعيشه الكثيرون. كان ابنها، علي ديفيد نافاس فيزكايا، قد بدأ رحلته إلى أمريكا بحثًا عن الأمان. تواصل معها عبر الهاتف ليخبرها بأنه قد يُرحل، لكن اسمه اختفى لاحقًا من السجلات.
تدفق المهاجرين الفنزويليين
منذ عام 2013، غادر حوالي 8 ملايين فنزويلي بلادهم بسبب انهيار الاقتصاد القائم على النفط. في البداية، توجه معظمهم إلى دول أمريكا اللاتينية المجاورة، لكن مع تخفيف قيود COVID-19، تطلع العديد منهم إلى الولايات المتحدة.
القانون قديم ولكن المخاطر جديدة
أعلن الرئيس السابق دونالد ترامب أنه استخدم قانون يعود إلى القرن الثامن عشر، وهو قانون "الأعداء الأجانب" لعام 1798، ليتمكن من ترحيل غير المواطنين دون أي حقوق قانونية. رحب الكثيرون من المنادين بحظر الهجرة بهذه الخطوة، بينما لم تقدم الإدارة الأمريكية أدلة لدعم مزاعم عضوية العصابات.
عائلات تدعي البراءة
موقف فرانسيسكو كارابالو، الذي زار مكتب ICE بشكل دوري لمدة عدة أشهر، يثير تساؤلات حول مبررات تصنيفهم كأعضاء في العصابة. يستند المحامون والمعتقلون إلى تاريخهم النظيف ويؤكدون أنهم اتبعوا الإجراءات بشكل قانوني.
انتقادات من فنزويلا
انتقدت الحكومة الفنزويلية عمليات الترحيل هذه، معبرةً عن قلقها إزاء ما تصفه بـ "الاختطاف". دعا المسؤولون الناس للاحتجاج وطالبوا بإعادة المهاجرين إلى وطنهم.
الهجرة ككابوس
تشعر العديد من الأسر بأن الحلم الأمريكي الذي سعت وراءه تحول إلى كابوس، كما أبدت شيومارا، التي تأمل في مغادرة الولايات المتحدة بمجرد العثور على زوجها. أصبح الشك والقلق يمثلان جزءًا من حياة هؤلاء المهاجرين، الذين كانوا في يوم من الأيام يأملون في مستقبل أفضل.
