2025-03-27 13:59:00
تقييم اللجنة الأممية لنظام احتجاز المهاجرين في كندا
أصدرت اللجنة المعنية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التابعة للأمم المتحدة تقريرًا يكشف عن حالة نظام احتجاز المهاجرين في كندا، مؤكدة على وجود أوجه قصور خطيرة في حماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. وقد دعت اللجنة الحكومة الكندية إلى إلغاء نظام احتجاز المهاجرين تمامًا، كما طالبت بحماية الحقوق القانونية للأشخاص ذوي الإعاقة في هذا السياق.
اعتبارات حقوق الإنسان والمهاجرين
وجدت اللجنة أن الأشخاص ذوي الإعاقة، سواء كانوا طالبين للجوء أو مهاجرين، يتم احتجازهم بشكل غير متناسب، وغالبًا ما يودعون في مرافق إصلاحية حيث يُحبسون في ظروف صعبة، مثل العزل الانفرادي أثناء الأزمات النفسية. يعد هذا الأمر بمثابة انتهاك واضح لحقوق الإنسان ويستدعي الانتقاد الجاد من منظمات حقوق الإنسان، بما في ذلك هيومن رايتس ووتش.
الحاجة إلى بدائل مجتمعية
تؤكد اللجنة على ضرورة إنهاء نظام احتجاز المهاجرين من خلال توفير بدائل قائمة على المجتمع، تشمل الدعم الشامل في مجالات مثل الإسكان والرعاية الصحية والخدمات النفسية والتمثيل القانوني. هذه البدائل توفر الحلول الفعالة التي تحترم حقوق الأفراد وتضمن لهم حياة كريمة ومستقرة بدلاً من الاحتجاز القاسي.
انتقادات لإجراءات اتخاذ القرار
تعبر اللجنة أيضًا عن قلقها بشأن الأساليب المتبعة في اتخاذ قرارات بديلة للأشخاص ذوي الإعاقة المعتقلين، حيث يُعين ممثلون دون تقييم شامل أو إشراف كافٍ ليقوموا باتخاذ القرارات بالنيابة عن الدخلاء. هذه الإجراءات يتم تنفيذها غالبًا بدون معرفة أو موافقة المحتجزين، مما يؤدي إلى حرمانهم من حقوقهم القانونية وقد تكون لها عواقب وخيمة على حياتهم.
أهمية النموذج الجديد لدعم اتخاذ القرار
دعت اللجنة إلى استخدام نموذج اتخاذ القرار المدعوم، والذي يتضمن احترام إرادة وتفضيلات الأفراد المعتقلين. هذا الأمر من شأنه تعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وضمان مشاركتهم في اتخاذ القرارات المتعلقة بحياتهم، بدلاً من أن تُفرض عليهم قرارات من دون معرفتهم.
أمثلة حقيقية تبرز الأزمة
تظهر ممارسات النظام في كندا من خلال حالات واقعية كحالة بروسبير نيونزيم، الناجي من الإبادة الجماعية الرواندية، والذي قضى نحو خمس سنوات في الحبس بسبب قضايا متعلقة بالهجرة. تعرض بروسبير لأزمة نفسية تركته في حالة شديدة من الكآبة، وتم تعيين ممثل لم يلتقِ به أبدًا وكان يتحدث باسمه بشكل سطحي خلال جلسات المحكمة. تعكس تجربته بوضوح النظام الفاشل الذي يستهدف الأشخاص ذوي الإعاقة.
التأثيرات على المستوى الوطني
على الرغم من الجهود المحلية، حيث التزمت جميع المقاطعات العشر بإنهاء اتفاقيات احتجاز الهجرة مع وكالة خدمات الحدود الكندية، إلا أن الحكومة الفيدرالية سعت لإعادة التفاوض حول استخدام السجون الإقليمية لاحتجاز المهاجرين، وتوسيع النظام أيضًا ليشمل السجون الفيدرالية. يمثل هذا توجهًا مقلقًا يتعارض مع الالتزامات الدولية في مجال حقوق الإنسان.
دعوة ملحة للتغيير
يؤكد التقرير على ضرورة توجه كندا نحو إلغاء احتجاز المهاجرين والتوافق مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان فيما يتعلق بإطار الحقوق القانونية. يشكل هذا التوصيف دعوة ملحة لتحسين أوضاع التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة في نظام الهجرة، وإعادة النظر في السياسات المعمول بها لتحقيق العدالة الاجتماعية لكافة الأفراد.