2025-03-11 09:36:00
تعاني كندا الآن من ظاهرة هجرة جماعية، حيث شهدت البلاد في عام 2024 مغادرة نحو 81,601 شخص، وهو الرقم الأعلى منذ عام 2017. يجب أن نتساءل: ما هي الأسباب وراء هذه الظاهرة وما تأثيرها على السوق الإيجاري في كندا لعام 2025؟
أزمة الهجرة: الأرقام والاتجاهات
شهدت البلاد ازديادًا ملحوظًا في عدد المغادرين من جميع المقاطعات، وهذا يُشير إلى وجود مشكلة عميقة الجذور تتطلب تحليلًا دقيقًا. المهاجرون وغير المقيمين، مثل الطلاب الدوليين والعمال المؤقتين، يمثلون جزءًا كبيرًا من هذه الأرقام، حيث ارتفعت نسبة المغادرين من هؤلاء الأشخاص بنسبة تصل إلى 66.52% مقارنة بالعام السابق.
أونتاريو: البؤرة الرئيسية للهجرة
تعتبر أونتاريو أكثر المناطق تأثرًا، إذ خرج منها 39,430 شخصًا في عام 2024، وهو أعلى مستوى من الهجرة منذ عام 2011. يرجع ذلك إلى مزيج من ارتفاع تكاليف المعيشة، والرواتب الثابتة، إضافة إلى عدم القدرة على شراء المنازل، مما يجعل العديد يبحثون عن خيارات أفضل في دول أخرى أو حتى داخل المقاطعة.
تحول سوق الإسكان: التحديات والفرص
يظهر تقرير الاتجاهات العامة لسوق الإيجار لعام 2025 أن كندا تعيش أزمة سكنية. تراجعت مشاريع البناء بشكل حاد، وهو ما ينذر بأزمة نقص في المعروض من المساكن. الانخفاض الحاد في عدد مشاريع الإسكان الجديدة قد يؤدي إلى تفاقم مشكلات الإيجار، خصوصًا في أكبر المدن مثل تورونتو وفانكوفر، حيث بدأت الأسعار في الانخفاض وسط زيادة معدلات المغادرة.
كيبيك: الاستثناء في مشهد الهجرة
على عكس بقية كندا، لا تعاني كيبيك من نفس التحديات. فقد سجلت انخفاضًا في معدلات المغادرة، حيث خرج منها 937 شخصًا فقط في عام 2024. كما استقبلت المقاطعة 46,944 وافدًا جديدًا، مما يدل على أنها تحتفظ بجاذبيتها رغم التحديات التي تواجهها بقية البلاد.
التأثير على سوق الإيجارات
تظهر التحليلات أن السوق الإيجاري يتجه نحو المجالين المتضادين؛ بينما ترتفع الأسعار في بعض المناطق، تشهد مناطق أخرى انخفاضًا شديدًا. في حين تحتفظ ألبيرتا بمكانتها كأحد أسرع الأسواق نموًا من حيث الإيجارات، تعاني أونتاريو وبريتيش كولومبيا من الانخفاض.
الهجرة الداخلية: ألبيرتا كوجهة مفضلة
تنعكس ظاهرة الهجرة بشكل متزايد ضمن أقاليم كندا، حيث تظل ألبيرتا الوجهة الأكثر جذبًا للوافدين الجدد. مع تحسين الظروف المعيشية والفرص الوظيفية، تستقطب ألبيرتا الأفراد من المقاطعات الأخرى التي تعاني من خسائر في السكان.
التحديات المستقبلية للسوق الإيجاري في كندا
وفقًا للتوقعات، سيكون عام 2025 مليئًا بالتحديات للسوق الإيجاري الكندي، وذلك بسبب هجرة السكان، وتباطؤ نمو مشاريع الإسكان، وتراجع مستوى الهجرة بشكل عام. يجب على صناع السياسات والمهتمين في سوق الإسكان الاستعداد لموجات من التغيرات التي قد تؤثر بشكل كبير على البنية التحتية للمدن والمجتمعات.