سباق تسجيل الدخول أولاً للحصول على برنامج الإقامة الدائمة في كندا ‘مثل ألعاب الجوع’

الإجراءات الجديدة للحصول على الإقامة الدائمة في كندا

أعلن برنامج الهجرة الخاص بوزارة الهجرة واللاجئين والمواطنة في كندا مؤخرًا عن فتح باب التقديم لمبادرة جديدة تهدف إلى منح الإقامة الدائمة للعاملين في مجال رعاية المنازل. يأتي هذا البرنامج في وقت زادت فيه أعداد العاملين المنزليين الذين يسعون لتحويل إقامتهم المؤقتة إلى دائمة، وهو ما يمثل طموحًا للعديد منهم.

التحديات والأمل في الحصول على الإقامة

تحكي قصة غينجر ماري لاستيموسا، التي انتقلت إلى كندا مع زوجها في عام 2022، عن آمال وطموحات العديد من العاملين في مجال الرعاية. تعمل لاستيموسا كمساعدة منزلية في منطقة سكاربرولي، وهي ممرضة مسجلة في الفلبين ولديها خبرة تتجاوز العامين في هذا القطاع. أبدت مشاعر القلق والتوتر حيث تنتظر فرصتها في التقديم، معتبرة البرنامج بمثابة “تذكرة ذهبية” لتحقيق حلمها في استقرار دائم بكندا.

فرص التوظيف والقلق من المنافسة

يفتح البرنامج الجديد باب التقديم للعاملين في رعاية المنازل، ولكنه يفرض حدًا أقصى من المتقدمين لا يتجاوز 2750 طلبًا لكل شريحة، مما يزيد من حدة المنافسة بين المتقدمين. تشعر لاستيموسا بالقلق من إمكانية حدوث مشكلات تقنية أو انقطاع الاتصال بالإنترنت، وهو ما قد يحرمها من فرصة التقديم. ومن هنا، دعت بعض منظمات حقوق المهاجرين السلطات الكندية إلى اعتماد نظام تقييم يعتمد على الجدارة بدلاً من نظام “من يأتي أولاً يُخدم أولاً”.

التحضيرات والمتطلبات الجديدة

تتطلب عملية التقديم الآن خبرة عمل لستة أشهر على الأقل أو إكمال برنامج تدريب لمدة ستة أشهر، مما يُعد تغييرًا كبيرًا عن المتطلبات السابقة التي كانت تتطلب عامين من الخبرة. تستعد لاستيموسا بشكل جيد وتجمع مستنداتها، مستشعرة أن هذه الفرصة أصبحت أكثر متاحة للكثيرين.

ازدياد الضغوط والمخاوف بين المتقدمين

يتزايد الضغط على المتقدمين حيث يُتوقع تسجيل أعداد كبيرة في نفس الوقت في يوم الإطلاق. يتعاون بعض المتخصصين في مجال الهجرة لمساعدة العمال، حيث قاموا بفتح مكاتبهم ومرافقهم للمحتاجين لفحص اتصالات الإنترنت وتحسين فرصهم في التقديم. يتحدث سيدي حسين، مدير جمعية العمال المهاجرين، عن الأوضاع غير العادلة التي قد تواجهها الأسر التي ليس لديها اتصال قوي بالإنترنت أو من لا يستطيعون الحصول على وقت كافٍ للتقديم.

تساؤلات حول نظام التقديم الفوري

تنظر الهياكل القانونية في الحكومة الفيدرالية إلى أن هذه البرامج محدودة عدد الطلبات لكل مبادرة، ما يثير تساؤلات حول معايير القبول. يعبر خبراء الهجرة عن خيبة أملهم حيال إدارة العملية بهذه الطريقة، مؤكدين أن على الوزارة اعتماد معايير تغلب على مشاعر القلق والارتباك المحيطة بالتقديم.

القلق من الاحتيال والتهديدات الخارجية

مع تزايد الضغوط، بدأت بعض عمليات الاحتيال في الظهور، حيث قد يستخدم بعض المستشارين الجشعين حالة القلق بين المتقدمين للحصول على أموالهم من خلال وعود كاذبة. يحذر الخبراء من هذه التصرفات، مؤكدين أن الأساليب القويمة والمتوافقة مع القوانين يجب أن تكون دائمًا هي الطريق للحصول على الدعم.

واقع سوق العمل في كندا

تتزايد الحاجة إلى العاملين في مجال الرعاية الصحية، حيث تعلن مقاطعة أونتاريو عن حاجة ملحة إلى آلاف من المساعدين الشخصيين في السنوات القادمة. تعد البرامج مثل هذه هي الخطوة التي تساهم في معالجة هذه الفجوة. بينما تستمر غينجر ماري لاستيموسا في انتظار فرصة التقديم، يبقى الأمل والرغبة في بناء مستقبل أفضل هاجسًا لها وللكثيرين ممن يشاركونها نفس السعي.