2025-04-02 05:45:00
تتجه كندا نحو سياسة صارمة تجاه طلبات الهجرة، حيث تمثل الأرقام المسجلة لعام 2024 تطورًا ملحوظًا في عمليات رفض الطلبات الخاصة بالعمالة الخارجية، الطلاب، والسياح.
من خلال تحليل البيانات، نجد أن كندا قامت برفض حوالي 2.35 مليون طلب إقامة مؤقتة في عام 2024، وهي زيادة كبيرة مقارنة بـ 1.8 مليون طلب تم رفضه في عام 2023. هذا التصاعد في الأعداد يعكس تحولًا جذريًا في سياسة الهجرة الوطنية.
تشير الإحصائيات إلى أن نسبة رفض تأشيرات الزوار قد ارتفعت بشكل ملحوظ، حيث وصلت إلى 54%. في حين أن نسبة رفض طلبات تأشيرات الطلاب قد قفزت لتصل إلى 52%. هذه المعدلات تُظهر الصعوبة المتزايدة التي يواجهها الأجانب الراغبون في زيارة كندا أو الحصول على التعليم فيها.
سبب هذا الارتفاع في معدلات الرفض يعود إلى تشديد الحكومة الكندية لقواعد الهجرة، حيث أشارت إلى زيادة تكاليف المعيشة وأزمة الإسكان المتفاقمة. كخطوة للحد من تدفق المهاجرين، قامت الحكومة بتخفيض أهدافها الخاصة بالهجرة إلى الإقامة الدائمة، بحيث تستهدف 395,000 مهاجر جديد في عام 2025، وهو ما يمثل انخفاضًا بنسبة 20% عن التوقعات السابقة.
تحديات أمام الزوار والمهاجرين
يعاني الزوار الأجانب من تحديات كبيرة، حيث تم رفض أكثر من نصف الطلبات المقدمة. كما شهدت طلبات تأشيرات الطلاب ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات الرفض، إذ قفزت من 38% في عام 2023 إلى 52% في عام 2024. ورغم أن طلبات تصاريح العمل سجلت معدلات رفض أقل بكثير، إلا أن 22% من المتقدمين لا يزالون يواجهون نفس المصير.
إقامة قانونية رغم التعقيدات
على الرغم من المساعي الحكومية لتقليل أعداد المهاجرين، استطاع العديد من المهاجرين إيجاد طرق للبقاء في كندا أيضًا. إذ ارتفعت طلبات تمديد سجلات الزوار، التي تسمح لهم بالإقامة بشكل قانوني دونحق العمل أو الدراسة، بشكل كبير، حيث تم تسجيل 389,254 طلبًا في عام 2024، وهو ما يُظهر استجابة المهاجرين لهذه البيئة القانونية المتغيرة.
بينما تبقى معدلات الموافقة مرتفعة عند 95% لطالبي تمديد السجلات، تتزايد قوائم الانتظار، حيث قد تصل فترات الانتظار إلى 119 يومًا. هذه العمليات ليست مجرد ظاهرة كندية؛ بل إن طلبات تأشيرات الطلاب تتراجع عالميًا، حيث شهدت كندا انخفاضًا بنسبة 46% في طلبات تأشيرات الطلاب في عام 2024، وهو ما يعكس تغيرات مشابهة في دول مثل أستراليا (بتراجع نسبته 36%)، المملكة المتحدة (بتراجع نسبته 16%)، والولايات المتحدة (بتراجع نسبته 11%).
كم كانت سمعة كندا كمكان لاستقبال المهاجرين إيجابية، إلا أن هذه القوانين الجديدة تعكس تراجعًا ملحوظًا في هذه الصورة.
