2025-03-25 13:23:00
تجربة اللجوء في كندا: مركز الاحتجاز للتعامل مع المهاجرين
عندما وصل أسامة الحداد من اليمن إلى مطار تورنتو بييرسون وقدم طلب لجوء، تم احتجازه بسبب غياب الوثائق اللازمة لإثبات هويته. قضى أكثر من شهر في مركز احتجاز وكالة خدمات الحدود الكندية بالقرب من المطار، وخرج في 19 فبراير بعد التحقق من هويته. لكن وفقًا لما ذكره، لم تكن تجربته مشابهة للاحتجاز الذي يتعرض له المهاجرون في أماكن أخرى.
الأوضاع في مركز الاحتجاز
كان الحداد من بين 70 محتجزًا في ذلك الوقت، حيث جُمعت قضاياهم بين انتهاكات الهجرة، الإدانات الجنائية، ونقص الوثائق المناسبة. عانت ظروف الاحتجاز في كندا من انتقادات عديدة، لكن زيارة وسائل الإعلام، بما في ذلك وكالة كندية، لهذا المركز أظهرت صورة مغايرة. يتمتع المحتجزون بحرية الحركة داخل وحداتهم الشبيهة بالنزل، ويمكنهم مشاهدة التلفاز والتفاعل مع زملائهم. كما يحتوي المركز على صالة رياضية، غرفة للصلاة متعددة الأديان، مكتبة، وقائمة غذائية تأخذ في الاعتبار احتياجاتهم الغذائية.
كرامة المحتجزين
تحدث الحداد عن كيفية معاملته باحترام وكرامة، قائلًا إنه تلقى العناية اللازمة فيما يتعلق بالصحة، الطعام، والروتين اليومي. وأكد أن تجربة احتجازه لا تعكس تجربة مرعبة، بل على العكس، تعكس حرص ضباط المركز على التعامل الإنساني مع المحتجزين. "لقد فاجأني مستوى المعاملة الجيدة، وكيف كانوا يعاملوننا"، حسب قوله.
مقارنة مع الولايات المتحدة
أظهرت الجولة في مركز الاحتجاز صورة مغايرة تمامًا عن الأساليب المتبعة في الولايات المتحدة. في ظل إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، كان هناك تقارير عديدة تفيد بوجود أجانب محتجزين في مراكز احتجاز أمريكية في ظروف قاسية، دون الوصول المناسب للمحامين أو الاتصال بالخارج. على العكس، يسعى مركز الاحتجاز الكندي إلى تقديم ظروف إنسانية للمحتجزين، مع تأكيدات بأن إجراءات الاحتجاز ليست قمعية أو عقابية.
الإحصائيات والتوسع في الاحتجاز
مع تفشي عمليات الاحتجاز والاعتقال، يشير المسؤولون إلى أن مركز الاحتجاز في تورنتو هو الأكبر في البلاد، حيث يتسع لـ 195 شخصًا. بين عامي 2023 و2024، تم تسجيل أكثر من 4000 احتجاز عبر المراكز الثلاثة في كندا. ووفقًا للبيانات، تم إدراج حوالي 13000 فرد في برامج بديلة للاحتجاز، بينما تم احتجاز 54 شخصًا في السجون.
حقوق المهاجرين والتحديات القانونية
يعتبر العديد من المحامين مثل روبرت إسرائيل بلانشاي، الذي لديه خبرة طويلة في قضايا المهاجرين، أن مراكز الاحتجاز قد شهدت تطورًا كبيرًا على مر السنين، لكن لا تزال هناك مجالات للتحسين. يوضح بلانشاي أن بعض المحتجزين، مثل شخص من سريلانكا محتجز بسبب عدم قدرته على إثبات هويته، لا يجب عليهم البقاء هناك. ويؤكد على ضرورة توفير الوصول الفوري إلى المحامين والمساعدة القانونية لكل المحتجزين.
إجراءات الاحتجاز والمراجعات القانونية
في مركز تورنتو، يتم تقييم الوضع الصحي للمحتجزين جرتهم في البداية، حيث يحصلون على وجبة واحتياجات أساسية كالثياب. بعد 48 ساعة، يتم عقد أول جلسة استماع لتقرير مدى صلاحية احتجاز الشخص. يستمر الاحتجاز في الغالب لفترة تتراوح بين 15 يومًا، مع إمكانية الطعن في قرار الطرد من قبل المحكمة.
تشير البيانات إلى أن الوزارة قد أدخلت توجيهات جديدة تحدد احتجاز الأطفال كخيار أخير، لكن العديد من المحامين يعتبرون أنه يجب عدم احتجاز الأطفال على الإطلاق.
تبرز رحلة المهاجرين من خلال مراكز الاحتجاز في كندا تجارب معقدة تتراوح بين حصولهم على معاملة كريمة، إلى القلق بشأن مستقبلهم. على الرغم من أن المركز يوفر ظروفًا أفضل مقارنة ببعض الأمثلة الدولية، تبقى مشكلات الرعاية القانونية والوصول إلى العدالة استجابةً للتحديات القانونية قائمة.
