ألمانيا

أكثر ألمانية من الكثيرين: لاجئ يكشف عن أخطاء فكرية في مناقشة الهجرة

2025-02-09 03:00:00

مفهوم الهجرة في المجتمع الألماني: التجربة الشخصية

عندما نتحدث عن الهجرة إلى ألمانيا، يتبادر إلى الأذهان العديد من التحديات والفرص المرتبطة بهذا الموضوع. يعبّر العديد من المهاجرين عن آرائهم وتجاربهم الشخصية، ولكن القلة منهم من يمتلك خبرات فعلية عايشوها. في هذا السياق، يُشير الدكتور أومسواران أروناجيريناثان، وهو طبيب قلب ومهاجر سابق من سريلانكا، إلى بعض المغايرات المنطقية في النقاشات حول الهجرة والمهاجرين في ألمانيا.

تجربة الهجرة: رحلة الألم والأمل

كثيراً ما نسمع عن المهاجرين كمجموعة غير متجانسة ودائماً ما يتم تصنيفهم بشكل سلبي. يروي أومسواران قصته الشخصية كلاجئ جاؤوا به لخوض غمار الحياة في بلد جديد، حيث عاش في سريلانكا وسط الحرب الأهلية، الأمر الذي أجبره على اتخاذ قرار المغادرة. وصل إلى ألمانيا، محاطاً بالأمل في ربما تحقيق حياة أفضل. كانت هذه الرحلة سابقة لمرحلة تتسم بعدم اليقين والخوف، لكنها كما يظهر كانت رحلة واعدة ساهمت في تشكيل شخصيته.

تساؤلات حول تصورات المجتمع

يتساءل أومسواران: "لماذا يشعر البعض بأن المهاجرين يمثلون تهديداً للأمن والاستقرار؟"، ويرى أن مثل هذه التصورات قد تعود إلى فقدان الثقة في السلطات المختصة التي كان ينبغي عليها حماية المجتمع. يشعر بالخداع بسبب استخدام بعض وسائل الإعلام لمفردات وتصنيفات تعزز من صورة المهاجرين كأشخاص خطرين رغم أن الواقع قد يثبت العكس.

المساهمة في المجتمع: قصص النجاح غير المروية

أومسواران لا يتردد في التأكيد على أن العديد من المهاجرين لهم تأثير إيجابي كبير على المجتمع. فبصفته طبيباً، يشير إلى الأطباء المهاجرين الذين يحققون إنجازات عظيمة في تقديم الرعاية الصحية، ويستشهد بأمثلة حول المساهمات القيمة التي يقدمها الأطباء من خلفيات مختلفة في المستشفيات الألمانية. يلفت الانتباه إلى أهمية عرض هذه النماذج الإيجابية، بدلاً من التركيز فقط على السلبيات.

  حواجز جديدة، أنماط قديمة: سياسة الهجرة في ائتلاف الضوء الثلاثي

إعادة التفكير في معنى الهوية

يدعو أومسواران الناس لإعادة التفكير في مفهوم الهوية الوطنية، ويؤكد أنه يمكن لأي شخص أن يكون "ألمانياً" بغض النظر عن كونه قد وُلِد هنا أو هاجر إليه. يتطرق إلى فكرة أن الهوية ليست مرادفة للون البشرة أو الأصل، بل هي تعبير عن القيم والاحترام المتبادل. يعتبر أنه من المهم لمعالجة مشاعر الخوف والانقسام، أن يتم تحليل القضايا بعمق وبما يتماشى مع الوقائع، بدلاً من الانجراف وراء الانطباعات السطحية.

أهمية النقاش المتوازن

يؤمن أومسواران بأن الحوار حول الهجرة يجب أن يكون متوازناً ويعكس كل جوانب القضية، بما في ذلك المشاكل والتحديات. من المهم أن يكون هناك اعتراف بالواقع الذي يعاني منه اللاجئون والمهاجرون، وكذلك بمساهماتهم الفريدة في المجتمع. يسلط الضوء على الرغبة في أن تُبحث مشاكل الهجرة بشكل موضوعي، بعيداً عن الخطابات الشعبوية.

اثر التحولات السياسية

يشعر أومسواران بالقلق إزاء تصاعد الخطاب الشعبوي في السياسة الألمانية، حيث يُستغل الخوف من الهجرة في الحملات الانتخابية. يقول إن هذه الديناميكية تؤدي إلى تقوية الصور النمطية وتعزيز الهجمات على المهاجرين بدلاً من البحث عن حلول تتماشى مع القيم الإنسانية.

تعزيز فكرة التعايش

يؤكد أومسواران على ضرورة العمل من أجل تعزيز التعايش السلمي بين جميع أفراد المجتمع، ودعوة القادة والمواطنين إلى النظر إلى المهاجرين كأفراد يمكن أن يُسهموا في بناء مجتمع شامل. ويشدد على الحاجة إلى تبني سياسات تساعد على تعزيز الاندماج وتحقيق التنمية المستدامة.

تسعى قصة أومسواران إلى إحداث تغيير في طريقة تفكير المجتمع الألماني حول المهاجرين، من خلال تقديم رؤية شاملة تعتمد على التجارب الإنسانية الحقيقية، وتعزيز فكرة أن الهوية الألمانية يمكن أن تكون متعددة الأبعاد وليست محدودة بفكرة الهجرة السلبية.

  حرب الهجرة الموضوع المركزي للألمان في انتخابات البرلمان الأوروبي – يورأكتف DE