2024-09-07 03:00:00
دافعات السياسة اللجوء في ألمانيا: التوجه نحو النموذج الاسكندنافي
التوجه لكسب الدعم الشعبي
يُظهر عدد من السياسيين الألمان من مختلف الأحزاب، مثل فريدريش ميرز وماركوس زودر وسهرا واجنكنشت، اهتماماً متزايداً بالتجارب الاسكندنافية في مجال سياسة اللجوء. يستند هذا الاهتمام إلى الانتقادات التي تُوجه إلى النظام الحالي في ألمانيا ويبرز الانجذاب نحو السياسات الأكثر تشدداً المُتبعة في كل من الدنمارك والسويد. يعيش العديد من هؤلاء السياسيين في قلق دائم من الأعداد المتزايدة لطالبي اللجوء، ما يجعلهم يتطلعون إلى الأنظمة المُعتمدة في الدول الاسكندنافية كنماذج يُحتذى بها.
الدنمارك: السياسة القاسية للحماية
استطاع الحزب الاشتراكي في الدنمارك أن يحقق نجاحًا كبيرًا في الانتخابات البرلمانية لعام 2019 من خلال التزامه بقضية الهجرة، مُعتمداً شعار "صفر طالبي لجوء". تُظهر هذه السياسة تفويض الحكومة برئاسة ميت فريدريكسن للحد من حقوق اللجوء. تعد هذه النهج بمثابة دعوة للحد من الحماية الممنوحة للاجئين، وهو تحول مُعبر عنه برغبة الحكومة في تشجيع العودة إلى أوطانهم بدلاً من عملية الاندماج.
الأرقام تُظهر الفروقات
تقع الدنمارك في مرتبة متأخرة بين دول الاتحاد الأوروبي من حيث أعداد طالبي اللجوء، حيث قُدرت طلبات اللجوء في العام الماضي بـ 2,355 طلبًا. بالمقارنة، كانت ألمانيا تعاني من تدفق كبير لطلبات اللجوء، حيث تم تسجيل حوالي 329,035 طلبًا، مما يجعلها تتصدر القائمة.
ظروف غير إنسانية
تسعى الدنمارك لإظهار صورة صارمة تجاه طالبي اللجوء من خلال توفير مراكز إيواء يُقال إن ظروفها مُعاناة، حيث تتحدث تقارير عن كونها أكثر قسوة مقارنة بالسجون الروسية. يتم توفير الحد الأدنى من المساعدة المالية، حيث يحصل اللاجئون على مبلغ يومي لا يتجاوز 7.50 يورو، ومع رفض الطلب يتم إلغاء المدفوعات المالية واستبدالها بوجبات طعام.
القوانين المشددة
أُنشئ ما يُعرف بقانون "المُقتنيات" في عام 2016، والذي يسمح للسلطات بمصادرة أي ممتلكات تتجاوز قيمتها 1,350 يورو من اللاجئين. هذه الخطوات القانونية تضعف من وضع طالبي اللجوء وتضيف عقبات كبيرة أمامهم.
السياسة الاجتماعية في مواجهة الهجرة
تهدف الحكومة الدنماركية، من خلال مجموعة من السياسات القاسية، إلى تغيير التركيبة السكانية في المناطق المتعفنة عبر تطبيق ما يُعرف بقانون "الجيتو"، ما يعكس الرغبة في تقليل نسبة السكان غير الغربيين إلى أقل من 30٪ في أي منطقة حضرية. يُعتبر هذا التوجه جزءاً من حملة واسعة لتحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي في البلاد، على الرغم من التوترات الاجتماعية الناتجة عنه.
السويد: تحولات واضحة
شهدت السويد في عام 2015 ارتفاعًا كبيرًا في عدد طالبي اللجوء، لكنها اتبعت سياسة تحول دراماتيكي في عام 2016. تراجعت أعداد طلبات اللجوء إلى مستوى قياسي في السنوات التالية، حيث قُدّرت الطلبات في العام المنصرم بـ 12,644 طلبًا فقط. كما أعلن المسؤولون هناك عن حركة هجرة سلبية، حيث تضمنت الإحصائيات مغادرة عدد أكبر من المهاجرين مقارنةً بالواصلين الجدد.
الدروس المستفادة
تسعى الحكومة السويدية، المدعومة من اليمين المتطرف، إلى تطبيق سياسات شبيهة بالتي تُطبق في الدنمارك، مع دعم متزايد لهجرة أكثر تشددًا، من خلال تدابير مثل تقليل المساعدات الاجتماعية وتحقيق عمليات تفتيش واستجواب على الحدود بشكل أكثر صرامة.
النظر إلى المستقبل
تُطرح مسألة مدى إمكانية تطبيق نماذج اسكندنافية في ألمانيا، حيث تُعاني البلاد من قيود وعقبات قانونية نتيجة التزامها بالسياسات الأوروبية. هناك حاجة ملحة لتحديد سياسة واضحة للعلاج مع مسألة الهجرة، تُعبر عن القيم الإنسانية، وتوازن بين الحاجة إلى الأمن والحماية.