2025-02-19 03:00:00
شهدت السياسة المتعلقة بالهجرة واللجوء في ألمانيا تطورات ملحوظة في ظل تصاعد النقاشات في الفترة التي تسبق الانتخابات البرلمانية. الحادثة المأساوية الأخيرة التي وقعت في آشافنبورغ، حيث تعرض شخص لطعن قاتل من قبل طالب لجوء مرفوض، دفعت مسألة الهجرة إلى صدارة أجندة الحملات الانتخابية. تتباين آراء الأحزاب حول كيفية التعامل مع ملف اللجوء، لكن هناك توافق عام على ضرورة تسريع إجراءات اللجوء داخل مكتب الهجرة واللاجئين.
الحدود الخارجية: هل سنشهد المراقبة المستمرة؟
تقوم السلطات الألمانية حاليًا بتطبيق مراقبة ثابتة على الحدود الخارجية بموجب توجيهات وزيرة الداخلية نانسي فازر. يتطلب استمرار هذه المراقبة موافقة من المفوضية الأوروبية كل ستة أشهر، مما يثير تساؤلات حول فاعلية هذا الأمر. تطالب الأحزاب مثل الاتحاد المسيحي والبديل من أجل ألمانيا بتعزيز المراقبة الثابتة أو حتى بناء أسوار على الحدود. بينما ترى الأحزاب التقدمية مثل الحزب الاشتراكي والجرين أن إعادة الحدود الداخلية يجب أن تكون الاستثناء وليس القاعدة.
من يحق له الدخول؟
تدعم الأحزاب الاشتراكية والخضراء واليسارية استمرار السماح بدخول اللاجئين الذين يطلبون الحماية، حيث يتمكنون من البقاء ريثما يتم النظر في طلباتهم. من جهة أخرى، تطالب الأحزاب التقليدية مثل CDU و CSU بفرض حظر فعلي على دخول الأشخاص الذين لا يحملون وثائق دخول معترف بها، حتى لو كانوا يقدمون طلبات لجوء.
استقطاب المتخصصين من الخارج: توافق واسع
تتفق جميع الأحزاب تقريبًا على أهمية استقطاب العمالة المتخصصة من الخارج لتعزيز الاقتصاد، ولكن تختلف المناهج. يركز الاتحاد المسيحي على إنشاء وكالة رقمية لمساعدة هؤلاء العمال، بينما يؤكد الحزب الاشتراكي على دمج اللاجئين في سوق العمل. تختلف الجهود بين الأحزاب حول كيفية التعامل مع تبعات هذا الاستقطاب، خاصة في مجالات كانت تاريخياً تعاني من نقص.
موقف حول الجناة من اللاجئين: الاعتقال والترحيل
وجهات النظر تختلف في ما يخص الجناة بين اللاجئين. حيث ترى الأحزاب اليسارية أنه ينبغي للجرائم أن تعالج بشكل مستقل عن الوضع القانوني للمتهمين، بينما تؤكد الأحزاب الأخرى على أهمية طرد اللاجئين الذين ارتكبوا جرائم، مشيرة إلى ضرورة احتجاز مجرمين قبل ترحيلهم.
لم شمل العائلة: التوجهات المتباينة
يتعلق الموضوع بشكل خاص باللاجئين الذين يتمتعون بحماية فرعية، مثل اللاجئين من النزاعات في سوريا. وعلى الرغم من أن الحكومة الحالية قد حددت عدد أفراد الأسرة الذين يمكنهم الانضمام في حدود 1000 شخص شهريًا، فإن الأحزاب اليمينية تريد إنهاء هذا الإجراء، بينما تطالب الأحزاب التقدمية بزيادة عدد المسموح لهم بالانضمام.
عمليات الترحيل: من الرفض الأساسي إلى المخطط المسبق
عمليات الترحيل تتوقف الآن على وجود قضايا قانونية لها. هناك حوالي 50,000 شخص ينتظرون الترحيل بموجب القوانين الحالية. الأحزاب اليسارية تعارض الترحيل، بينما الأحزاب التقليدية تقترح تفعيل خطط ترحيل يومية وتحديد أماكن احتجاز أكبر.
دورات الاندماج: أهمية متزايدة
الكثيرون يشعرون أن الحوارات العامة تركز فقط على الجوانب السلبية للهجرة. الأحزاب مثل الاتحاد المسيحي والليبراليون يرون أن هناك حاجة لتوفير مزيد من دورات تعلم اللغة والاندماج. الأحزاب اليسارية تدعو حتى لإنشاء وزارة خاصة للهجرة والمشاركة لتعزيز التكامل.
المسائل المتعلقة بإجراءات اللجوء والإقامة للعمل
تتفرع النقاشات حول قضايا متعددة، منها كيفية منح اللاجئين فرصة العمل، وتوفير أماكن إقامة مناسبة، وتحديد مستوى الدعم المالي المقدم لهم. النقاشات مستمرة حول كيفية التعامل مع اللاجئين الأوكرانيين وفرضية استمرار الدعم المالي لهم. تمثل هذه القضايا جوانب متعددة ومعقدة تعكس تنوع السيناريوهات المتاحة أمام الحكومة المقبلة.