2024-07-17 03:00:00
تاريخ: 17 يوليو 2024
يُقدّر أن حوالي 15,000 كولومبي يواصلون إختبار اللغة الألمانية سنويًا كخطوة نحو العمل في ألمانيا، وتهدف اتفاقيات الهجرة الجديدة إلى تسهيل هذا الانتقال. لكن في الوقت نفسه، هناك زيادة ملحوظة في عدد الكولومبيين الذين يتقدمون بطلبات لجوء في ألمانيا. فما هي الأسباب وراء هذه الظاهرة؟
اختلفت أحوال الكولومبيين منذ زمن طويل، فقبل عدة سنوات، كان حلم الكثير هو الذهاب إلى الولايات المتحدة أو دول أخرى بالسياحة الهجرية. الآن، يطمح هؤلاء إلى الانتقال إلى ألمانيا، التي تُعتبر الوجهة المفضلة للكثيرين. يتوجه الكولومبيون بشكل متزايد إلى المعاهد الثقافية مثل معهد جوته في بوغوتا، حيث يتعلمون اللغة الألمانية كمدخل لتحقيق أحلامهم. مثال على ذلك، يوهان ستيفن، الذي يحضر فصول اللغة الألمانية كل أسبوع ويطمح للانتقال إلى مدينة ميونيخ بعد تحقيق مستوى B1 في اللغة.
زيادة كبيرة في عدد المتعلمين للغة الألمانية
مع دخول قانون الهجرة للمهنيين الألمان حيز التنفيذ في مارس 2020، شهد معهد جوته في بوغوتا زيادة ملحوظة في أعداد الطلاب. حيث تضاعف عدد المتعلمين للغة الألمانية ثلاث مرات، مع توقعات بنمو إضافي بنسبة 15% في العام الحالي. هذا يسهل على الكولومبيين الحصول على جميع الأوراق والوظائف قبل مغادرتهم إلى ألمانيا.
مفاوضات اتفاقية الهجرة الجديدة
تسعى الحكومة الألمانية حاليًا للتفاوض مع نظيرتها الكولومبية حول اتفاقية هجرة جديدة. يسعى الطرفان إلى تسهيل الانتقال، حيث تحتاج ألمانيا إلى الكوادر المدربة في مجالات متعددة، بينما تواجه كولومبيا مشكلة ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب المتعلمين. وبما أن الهجرة الشرعية تتزايد، يجب التذكير أنه لا ينبغي أن تزيد المخاطر الناجمة عن الهجرة عبر قنوات غير رسمية.
تقديم طلبات اللجوء من كولومبيا
مع زيادة طرق الهجرة الشرعية، تزايدت أيضًا طلبات اللجوء المقدمة من الكولومبيين. في العام الماضي، تم تسجيل حوالي 3,300 طلب لجوء من كولومبيا في ألمانيا. وقد أشار المسؤولون إلى أن العديد من هؤلاء ليس لديهم أسباب ملحة للحصول على اللجوء، وتُعتبر المعلومات الخاطئة التي تُروج لها عصابات الجريمة المنظمة في كولومبيا عاملاً رئيسيًا في ذلك.
التأثيرات الإيجابية والسلبية
يتضح من خلال التقارير أن الهجرة المنظمة تُحسن من وضع الباحثين عن العمل بينما تُسبب الهجرة غير المنظمة العديد من التحديات. فقد اشارت دراسات مستندة إلى تلك الظاهرة أن الأشخاص الذين يُغرون بفكرة الهجرة عبر قنوات غير موثوقة غالبًا ما يتعرضون للخداع ويفقدون فرصهم. رغم أن الكولومبيين يلومون الظروف الاقتصادية والاجتماعية السلبية في بلادهم، إلا أن أمامهم فرصًا للاستفادة من المهارات التي يمتلكونها.
الإرهاصات الثقافية والاجتماعية
مع التوجه المتزايد للهجرة، يلعب التواصل الثقافي دورًا مهمًا جدًا في تسهيل الانتقال. يتواصل المهاجرون الجدد مع أبناء وطنهم ممن يعيشون في ألمانيا، مما يساعد في خلق بيئات اجتماعية مريحة لهم. هذه العلاقات تدعم المجتمعات الجديدة وتخفف من وطأة الانتقال.
يسعى العديد من الكولومبيين، مثل يوهان ستيفن، إلى إيجاد سبل قانونية للانتقال دون فقدان انتمائهم الثقافي، عبر التمسك بالجنسية الكولومبية. بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من العائلات الكولومبية تمتد أواصرها إلى دول أيوبية، مما يعزز رغبتهم في الانتقال إلى ألمانيا.
تتضح إذًا الحاجة إلى إدارة التوازن بين تعزيز الهجرة المنظمة وتحجيم حالات اللجوء غير المنظمة. ويُعتبر توفير المعلومات الصحيحة والشفافية حول خطوات الهجرة أمرًا بالغ الأهمية لتفادي التحديات الناجمة عن التوجيه الخاطئ.