2024-09-02 03:00:00
الأساطير الأربع حول المساهمة الاقتصادية للمهاجرين
تصدرت قضايا الهجرة النقاشات السياسية في الآونة الأخيرة، إلى جانب التحديات التي تواجه بعض المناطق نظرًا للزيادة المستمرة في أعداد المهاجرين. وبالرغم من الأبعاد السياسية والدعوات التي تنطلق من أقصى اليمين للحد من الهجرة، إلا أن هناك أدلة اقتصادية تثبت الدور الحيوي الذي يلعبه المهاجرون في الاقتصاد الإسباني.
الأسطورة الأولى: الهجرة تمثل غزوًا ديمغرافيًا
يستخدم البعض مصطلحات مثل “غزو” لوصف حركة المهاجرين، إلا أن الواقع يشير إلى أن معدل الهجرة لا يتجاوز 3%، حيث أن واحدًا من كل 30 شخصًا يختار الهجرة من بلده. وفي إسبانيا، تشكل نسبة المهاجرين حوالي 17% من السكان، وهو رقم لا يدعم الفرضيات المبالغ فيها حول الغزو.
الأسطورة الثانية: المهاجرون يسرقون فرص العمل من المواطنين
يدعي بعض المتحدثين أن المهاجرين يأخذون الوظائف من المواطنين. ومع ذلك، يأتي العديد من المهاجرين لتلبية احتياجات سوق العمل في مجالات لا يرغب فيها المواطنون. أكثر من 80% من المهاجرين في إسبانيا في سن العمل، مع تسجيل حوالي 78% منهم في سوق العمل. وفيما يخص العمالة المنزلية، فإن 12% من المهاجرين يعملون فيها مقارنة بـ7% فقط من المواطنين الإسبان. كما تشير بيانات بنك إسبانيا إلى وجود نقص في الاستفادة من المهارات البشرية بين المهاجرين، حيث أن حوالي 50% منهم يمتلكون درجات علمية أعلى من متطلبات وظيفتهم.
الأسطورة الثالثة: ارتفاع معدلات الجرائم بين المهاجرين
ردًا على الادعاءات المتعلقة بأن المهاجرين يساهمون في زيادة معدلات الجريمة، أظهرت بيانات وزارة الداخلية الإسبانية أن معدلات الجريمة ظلت ثابتة منذ عام 2010 وحتى 2022، مما يعني أن هناك عدم وجود دليل على صلة مباشرة بين الهجرة وزيادة الجرائم.
الأسطورة الرابعة: المهاجرون يثقلون كاهل الخدمات العامة
يشير المروّجون لفكرة أن المهاجرين يستهلكون نسبة كبيرة من الخدمات العامة بشكل مفرط، لكن الإحصائيات تشير إلى خلاف ذلك. في عام 2022، تم تقديم أكثر من 16 مليون استشارة طبية من خلال النظام الصحي الإسباني، حيث حصل 89% من هذه الاستشارات لصالح المواطنين الإسبان، بينما كانت نسبة الاستشارات للمهاجرين 11% فقط.
دور المهاجرين في تعزيز الاقتصاد الإسباني
أشار الخبير الاقتصادي جوزيف أوليفر إلى أهمية المهاجرين في تحسين النمو الاقتصادي في إسبانيا، حيث أظهرت الدراسات أن الهجرة ساهمت بنسبة تصل إلى 40% في النمو الاقتصادي خلال فترة العقد الثاني من الألفية. كما أظهرت الأرقام أن المهاجرين كانوا مسؤولين عن حوالي 65% من إجمالي الوظائف الجديدة في إسبانيا بين عامي 2017 و2023، بينما كانت النسبة في كتالونيا 95% وفي مدريد حوالي 80%.
دروس من تجربة ألمانيا
تواجه ألمانيا تحديات مشابهة بمجرد وصول اليمين المتطرف إلى السلطة في بعض المناطق مثل تورينغن وساكسونيا. تحذر الشركات في هذه المناطق من تداعيات نقص المهاجرين، خصوصًا أن هناك حاجة ملحّة لملء الفراغات في سوق العمل حيث سيتقاعد عدد كبير من العاملين خلال السنوات القادمة. بدون دعم من المهاجرين، ستتفاقم مشكلة الشواغر في العمل.