2024-12-18 03:00:00
الوضع الحالي للأطفال المهاجرين في إسبانيا
في 18 ديسمبر، بمناسبة اليوم الدولي للمهاجرين، تتضح الحاجة الملحة لمناقشة وضع الأطفال المهاجرين في إسبانيا. تشير الإحصائيات إلى حركة ملايين الأطفال، حيث يهاجر العديد منهم برفقة بالغين مثل الآباء أو الأوصياء. وقوع بعض هؤلاء الأطفال في فئة الأكثر عرضة للخطر يتجلى في حالات الأطفال الذين يهاجرون بمفردهم دون رعاية.
زيادة ملحوظة في عدد الأطفال المهاجرين
شهد عام 2023 وصول أكثر من 5000 طفل غير مصحوب إلى إسبانيا، مما يمثل زيادة مذهلة بنسبة 116.8% مقارنة بالعام السابق. يواجه العديد من هؤلاء الأطفال تحديات جدية، حيث يتوجب عليهم مغادرة بلدانهم دون دعم الأهل أو الأشخاص الموثوقين خلال رحلتهم، بينما يضطر آخرون لمواجهة فترات طويلة من الانفصال عن أسرهم أثناء عبورهم لدول جديدة.
دوافع الهجرة
تشير وثيقة ‘Los Más Solos’ الصادرة عن المنظمة المعنية بحقوق الأطفال إلى أن الدوافع الأساسية للهجرة تتراوح بين العوامل الأسرية، والبيئية، والشخصية. أبرز هذه العوامل تشمل:
- العوامل الأسرية: الأطفال الذين يعيشون بعيدًا عن عائلاتهم بسبب عمل والدَيهم في الخارج، حيث تكمن أهمية إعادة التجمع العائلي في تحسين ظروفهم.
- العوامل البيئية: الأطفال الذين ينشأون في بيئات غير آمنة تتأثر بالنزاعات أو العنف، مما يستدعي توفر سبل للهروب واللجوء الآمن.
- العوامل الشخصية: الأطفال الذين لا تتاح لهم الفرص للتطور الشخصي، كفرص التعليم والتوظيف.
- العوامل المتعلقة بالمجتمع: الأطفال الذين يكونون في Transit يتعرضون للإقصاء والتمييز، مما يدفعهم لمواصلة الرحلة بحثًا عن ظروف أفضل.
إحصائيات المهاجرين في 2024
بحسب المعلومات التي قدمتها الحكومة الكانارية، وصل في عام 2024 حوالي 5800 طفل إلى إسبانيا، وهذا يمثل زيادة بنسبة 14% مقارنةً بالسنة السابقة. خلال الفترة من 1 يناير إلى 31 أكتوبر، استقبلت إسبانيا 4421 طفلًا، في حين أن العدد الإجمالي بلغ 5852 طفلًا بحلول منتصف ديسمبر، مما يتضح من الفجوة الزمنية بين الفترتين.
طرق الوصول إلى إسبانيا
يمكن للمهاجرين الوصول إلى إسبانيا عن طريق البحر أو البر. يُظهر تقرير وزارة الداخلية لعام 2024 أن النسبة العظمى، أي 80% من المهاجرين، يصلون عبر السواحل الكانارية، بينما الباقي يصلون إلى البر أو جزر البليار. تُعتبر الطرق البرية ملاذًا محدودًا، حيث يمثل الواردون عبرها 5% فقط من الإجمالي، وغالبيتهم عبر مدينة سبتة.
جهود المنظمات الإنسانية
تعمل منظمة "أنقذوا الأطفال" بالتعاون مع مؤسسات أخرى من أجل تلبية احتياجات الأطفال المهاجرين والوصول إلى مواردهم المتاحة. يتم دعم هذه المبادرات في مختلف المناطق مثل كاتالونيا، إقليم الباسك، جزر الكناري، مليلة، سبتة، وأندلوسيا. تشمل أشكال الدعم المتاحة المساعدة النفسية والاجتماعية، وتعزيز التعليم، وتوفير أماكن آمنة، وتنظيم الأنشطة الترفيهية لتعزيز حياة الأطفال المهاجرين.
الخاتمة
توفر الظروف المتغيرة التي يعيشها الأطفال المهاجرون في إسبانيا دعوة للتأمل العميق والتفكير في سبل تحسين الحياة والرعاية لهؤلاء الأطفال، بما يساعدهم على مواجهة التحديات وبناء مستقبل أفضل.