2024-09-18 03:00:00
تزايد القلق من الهجرة في إسبانيا
أظهرت أحدث إحصائيات مركز الأبحاث الاجتماعية (CIS) أن الهجرة أصبحت تحتل المرتبة الأولى كأهم مشكلة تواجه إسبانيا، حيث قفزت نسبة الإشارة إليها بين المواطنين من 16.9% في يوليو إلى 30.4% في سبتمبر. يُعتبر هذا الارتفاع مؤشراً على القلق المتزايد الذي شهدته البلاد في الأشهر الأخيرة، حيث لم تُسجل مثل هذه النسب منذ عام 2007، خلال فترة أزمة قوارب الهجرة الشهيرة.
تحليل الوضع السياسي والاقتصادي
تشير البيانات إلى أن قضايا السياسة تأتي في المرتبة الثانية، حيث عبّر 20.6% من المشاركين في الاستطلاع عن قلقهم تجاه المشاكل السياسية، تليها قضية البطالة بنسبة 20.1%. تشير هذه الأرقام إلى تحول في أولويات القلق الوطني، في ظل الأزمة المخاطر الكبرى المستمرة المتعلقة بالهجرة وعدم التوصل إلى اتفاقيات فعالة بين الحكومة الإسبانية وحزب الشعب حول طريقة التعامل مع القادمين من الدول الأخرى.
معاناة الدول الفقيرة ودورها في الهجرة
تُظهر نتائج الاستطلاع أن 96.6% من المشاركين يعتقدون بوجود “كثير من الفوارق” بين الدول الغنية والفقيرة، و54% يرون أن هذه الفوارق قد تفاقمت بشكل كبير مقارنةً بما كانت عليه قبل ثلاثين عامًا. كما يُظهر الاستطلاع أن 77.8% من المشاركين يشعرون بقلق عميق تجاه هذه القضية، في حين يعزو 87.3% من المشاركين زيادة الهجرة إلى الحواجز الاقتصادية والاجتماعية.
استجابة المواطنين تجاه التحديات العالمية
يعتبر 72.2% من المشاركين أنه يجب بذل جهود أكبر لمساعدة الدول النامية على النهوض والتطور، الأمر الذي يبرز الوعي الاجتماعي بضرورة التصدي للفقر والحد من الفوارق التي تؤدي إلى زيادة الهجرة. يعكس هذا التوجه رغبة في دعم التنمية المستدامة وتعزيز الشراكة الدولية في مواجهة أزمات الهجرة.
توزيع القلق على الساحة السياسية
إذا استُعرضت مشاعر القلق حسب الناخبين، سنجد أن الهجرة تعتبر القضية الرئيسية ليس فقط بالنسبة لمؤيدي الأحزاب مثل “الأحزاب الشعبية” و”فوكيس” و”PNV”، بل أيضا بين الناخبين الاشتراكيين، حيث أعرب 23.7% منهم عن قلقهم حيال الموضوع. بينما تُظهر بعض الأحزاب الأخرى أن القضايا مثل الإسكان والسياسة الداخلية تأتي في مقدمة اهتماماتها.
الأفكار الفردية حول الصعوبات الاقتصادية
وفي ما يتعلق بالمشاكل الشخصية، أشار المواطنون إلى أن الأزمة الاقتصادية تأتي كأهم قضية تؤثر على حياتهم، بنسبة 30.2%، تلتها مشكلة الصحة بنسبة 17.1%، ومشاكل متعلقة بجودة العمل بنسبة 16.5%. كما أكدت الأرقام أن 53.2% من المشاركين يعتبرون الوضع الاقتصادي في البلاد “سيئًا جدًا” أو “سيئًا”، مما يعكس استمرار القلق العام حول الاقتصاد المحلي.
تقييم الوضع المالي الشخصي
بالرغم من القلق العام، يُظهر الاستطلاع أن 65% من المواطنين يصفون حالتهم المالية الشخصية بأنها “جيدة” أو “جيدة جدًا”، مما يُشير إلى تباين في التصورات بين الوضع العام والخاص. تتناول هذه البيانات التقديرات المتعلقة بالرفاهية الفردية بالرغم من تزايد المشكلات الاجتماعية والاقتصادية.