إسبانيا

الوافدون غير النظاميين في الأشهر السبعة الأولى من 2024: زيادة الضغوطات الهجرية في جزر الكناري وتغير المشهد في مسارات أخرى

2024-08-29 03:00:00

الغزو المتزايد للطرق البحرية نحو إسبانيا

خلال النصف الأول من عام 2024، شهدت إسبانيا ارتفاعًا ملحوظًا في أعداد المهاجرين غير الشرعيين الذين يصلون عن طريق البحر، وخاصة إلى جزر الكناري. تشير البيانات الرسمية إلى أن عدد الوافدين إلى جزر الكناري بلغ حوالي 21,470 شخصًا، مما يمثل زيادة هائلة بنسبة 152.4% مقارنة بالسنة الماضية التي شهدت وصول 8,508 مهاجرين فقط. تستمر هذه الزيادة على الرغم من تباطؤ نسبي منذ مارس 2024.

التغيرات في مسارات الهجرة

في السياق ذاته، سجلت الطرق الأخرى مثل شبه الجزيرة الإسبانية وجزر البليار انخفاضًا في أعداد الوافدين. حيث انخفضت الأعداد بنسبة 11.6%، إذ وصل عدد المهاجرين في النصف الأول من عام 2024 إلى 6,151 شخصًا، مقارنة بـ 6,962 منهم في الفترة نفسها من عام 2023. يشير هذا التغير إلى إزاحة موازين الهجرة، حيث تركز الجهود بشكل أكبر نحو جزر الكناري.

تطورات الطريق نحو جزر الكناري

تعارض البيانات الأخيرة الفكرة السائدة التي تشير إلى أن مناطق مثل سبتة ومليلية كانت نقاط الوصول الرئيسية. إذ لم تتجاوز أعداد الوافدين إلى سبتة ومليلية عن طريق البحر نسبة 0.1%، بينما شهدت سبتة فقط 13 حالة والهجرة إلى مليلية بلغت 6 حالات. بالمقابل، تتركز المنافذ البحرية للجزر بشكل أساسي على المهاجرين من بلدان غرب إفريقيا، حيث يفر معظمهم من أوضاع اقتصادية واجتماعية صعبة.

الزحف البري إلى سبتة

بينما تراجعت أعداد الوافدين عن طريق البحر، ارتفعت بشكل ملحوظ أعداد الوافدين إلى سبتة عبر الحدود البرية. سجلت البيانات زيادة بنسبة 165.5%، مع دخول 1,354 شخصًا خلال النصف الأول من عام 2024، مقارنة بـ 510 في العام السابق. ويعكس ذلك تحولًا في استراتيجيات الهجرة، حيث يسعى الشباب القادمين من المغرب ودول المنطقة إلى دخول الأراضي الإسبانية بحثًا عن فرص أفضل.

  26,585 مهاجرًا وصلوا بشكل غير قانوني إلى إسبانيا في عام 2024: 74% منهم إلى جزر الكناري

الضغوط والتحولات في الهجرة

من الواضح أن هناك تحولًا جوهريًا في مشهد الهجرة إلى إسبانيا. تقوم شبكات التهريب بفرض ضغوط شديدة على المهاجرين، الذين غالبًا ما يواجهون ظروفًا غير إنسانية في رحلتهم نحو حرية أفضل. هذه الضغوط جعلت الكثيرين يسعون للنجاة بحياتهم بأي طريقة، سواء عبر البحر المخاطر أو الحدود البرية المحروسة.

الحاجة إلى استراتيجيات هجرة فعالة

في ظل تزايد معدلات الهجرة غير الشرعية، فإن الحاجة إلى سياسات فعالة وآمنة تزداد حتمية. يتطلب الوضع الراهن استجابة عاجلة تستند إلى تعزيز حقوق الإنسان وفتح قنوات قانونية للمهاجرين. يتوقع الكثيرون أن تساعد هذه السياسات في تقليل الضغط على الحدود الإسبانية، وكذلك توفير حماية إنسانية للمهاجرين الذين يسعون للحصول على الأمان في الأراضي الأوروبية.

النداء للسياسات الجديدة

يعد توفير طرق آمنة للمهاجرين وإدماج سياسات جديدة تتضمن تسهيل الحصول على التأشيرات الإنسانية واحدة من الخطوات الأساسية المطلوبة استجابةً للزيادة الشرائية في الهجرة عبر الطرق غير القانونية. من الضروري أن تتبنى الحكومة الإسبانية نهجًا شاملًا يوازن بين الحاجة إلى الأمن وحماية حقوق المهاجرين.