إسبانيا

تعتقد الغالبية العظمى من الإسبان أن الهجرة غير المنضبطة تمثل مشكلة خطيرة

2024-07-14 03:00:00

التعارضات الاجتماعية وواقع الهجرة في إسبانيا

تشير نتائج دراسة أجراها المعهد الإسباني للاحصاء في يونيو الماضي إلى وجود قلق عميق في المجتمع الإسباني بشأن ظواهر الهجرة. فقد اعتبر حوالي 66% من المشاركين أن هناك صراعا فعليا بين المواطنين الأصليين والمهاجرين في البلاد. هذا الرقم يعكس قناعة واسعة بوجود تحديات تتعلق بالتكامل الاجتماعي بين مختلف الفئات.

نسبة السكان المهاجرين وتأثيرها على المجتمع

بحسب إحصائيات العام 2023، يوجد في إسبانيا نحو 17.7% من السكان ليسوا من مواليد البلاد، مما يفيد بوجود أكثر من 8.5 مليون مهاجر ضمن التركيبة السكانية. تبرز هذه النسبة أهمية إجراء مناقشات جدية حول آليات التحكم في الهجرة، في وقت يشعر فيه جزء متزايد من المواطنين بضرورة اتخاذ خطوات لتقييد تدفق المهاجرين.

مواقف الشباب المهاجر واهتمامهم بالثقافة الأصلية

أظهر تقرير من جامعة مرسية حول المراهقين الأجانب غير المصحوبين أنهم يوليان أهمية كبيرة للحفاظ على تقاليدهم الثقافية، إذ أعرب 71.8% منهم عن أهمية تمسكهم بعادات بلدانهم الأصلية. يُظهر هذا الموقف كيف أن الشباب المهاجرين يسعون للحفاظ على هويتهم الثقافية، مما قد يؤثر على قدرتهم على الاندماج في المجتمع الجديد.

التصورات السلبية تجاه بعض الجنسيات

استنادًا إلى دراسة قامت بها وزارة الهجرة الإسبانية في عام 2021، يتبين أن هناك تصورات سلبية بشأن بعض الجنسيات، وفي المقدمة منهم المغاربة، حيث تُظهر الاستطلاعات أن ثلث الإسبان لديهم مشاعر سلبية تجاههم. بالمقابل، تحظى جنسيات من دول أمريكا اللاتينية بقبول أكبر.

شعور متزايد بقدوم مزيد من المهاجرين

يسود اعتقاد في المجتمع الإسباني بأن هناك زيادة كبيرة في أعداد المهاجرين، إذ يرى 78% من المواطنين أن تدفق المهاجرين قد زاد بشكل ملحوظ. وفي حين يعتقد 14% أن الوضع قد بقي على حاله، فإن الشكوك حول قدرة البلاد على استيعاب هذه الأعداد تتزايد.

  إسبانيا وأمريكا اللاتينية في 2025

آراء حول استقبال اللاجئين والفقراء

في سياق النقاش حول الأوضاع الاقتصادية، أعرب 79% من الإسبان عن رأيهم بأن عدد اللاجئين الفقراء يجب أن يكون محدودًا أو قليلًا. بينما يرى 12% فقط أن العدد ينبغي أن يكون كبيرًا. هذه الفجوة في الآراء تدل على انقسام واضح حول كيفية معالجة التحديات الإنسانية المرتبطة بالهجرة.

القوانين والتعامل مع المهاجرين

يشعر 62% من الإسبان بأن القوانين المتعلقة بالهجرة متساهلة أكثر من اللازم. كما أُشير إلى أن الحكومة تتبنى سياسة تتسم بالتفضيل في المعاملة للمهاجرين، حيث يعتقد 46% من المواطنين أنها تمنح المهاجرين تمييزًا إيجابيًا مقارنة بالمواطنين الإسبان. تشير هذه المشاعر إلى انقسام واسع في آراء المواطنين حول كيفية إدارة الشأن الهجري.

الحس اللاأخلاقي للعبء الضريبي

يوجد اعتقاد سائد بأن المهاجرين يشكلون عبئًا ماليًا، حيث يرى 57% من الإسبان أن المهاجرين يتلقون فوائد أكبر من الدولة مقارنة بما يساهمون به. فقط 17% من المواطنين يعتقدون بعكس ذلك، مما يعكس مخاوف من أن الهجرة قد تؤثر سلبًا على الاقتصاد الوطني.

في ضوء كل هذه المعلومات، تُظهر البيانات تصورات عامة تشير إلى أن المجتمع الإسباني يواجه تحديًا مزدوجًا: القلق من تدفق المهاجرين والحاجة إلى البحث عن حلول قائمة على الحوار والمشاركة بين الأطراف السياسية المعنية. يتطلب الأمر عدم الانجراف إلى تحريضات تسهم في تفاقم الوضع، بل العمل نحو استراتيجيات واقعية تسهم في معالجة القضايا المرتبطة بالهجرة بطريقة فعالة ومتوازنة.