2025-03-11 11:33:00
قدمت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في ستراسبورغ مشروعاً لتشريعات جديدة بشأن إعادة المهاجرين، والذي يحظى بدعم فني وقيمي واسع، ويعكس رؤى الحكومة الإيطالية بقيادة غورجيا ميلوني.
11/03/2025
تسعى الاتحاد الأوروبي لترسيخ نموذج التعاون الإيطالي-albanese في معالجة قضايا الهجرة، وذلك من خلال إعداد كتيب يتضمن سياسات تؤثر على استراتيجيات الدول الأعضاء في المستقبل. يتضمن هذا المشروع إجراءات مختلفة مثل الأمر الأوروبي بإعادة المهاجرين، تسريع عمليات الإبعاد للمهاجرين غير الشرعيين، وإنشاء “مراكز إعادة المهاجرين” في دول خارج الاتحاد، إضافةً إلى المزيد من الضغوط لعمليات الإبعاد القسري وتشجيع العودة الطوعية، وهي أجزاء أساسية من هذا القانون الجديد الذي عرضته أورسولا فون دير لاين، ويعكس التوجهات الجديدة التي بدأت في الحكومة الإيطالية.
توجهات السياسة الجديدة تجاه الهجرة
يعد مفهوم “التوافق” هو الأنسب لوصف هذا التحول الجذري في القوانين مقارنةً بالسياسات السائدة خلال العقد المنصرم، والتي كانت تتسم بالنهج التقليدي الذي فرضته المستشارة السابقة أنجيلا ميركل بعد الاتفاق مع تركيا بشأن اللاجئين السوريين، ما أدى إلى نتائج متباينة. حيث ساهمت تلك السياسات في وصول عمال مؤهلين مثل السوريين إلى شمال ووسط أوروبا، بينما تحملت الدول التي تعتبر نقاط دخول مثل إيطاليا واليونان العبء الأكبر من الاستقبال. ومنذ عام 2022، أدت محاولات الحكومة الإيطالية المتواصلة لتغيير اتجاه المناقشة الأوروبية بشأن الهجرة إلى زيادة الوعي في الدول الأعضاء، متزايدًا مع التجربة الإيطالية في تعزيز النموذج الألباني، الذي أثار اهتمام دولة مثل ألمانيا والدنمارك والمملكة المتحدة.
المسار الأكثر تشددًا
في ألمانيا، حيث كانت الانتخابات الأخيرة تركز على موضوع الهجرة، قدم الرائد في الحزب المسيحي الديمقراطي ومرشح المستشارية فريدريش ميرز مقترحات لفرض قيود أكثر صرامة. وقد لاقت هذه الأفكار دعمًا من وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو، الذي أعرب عن تأييده لخطط ميرز للحد من دخول المهاجرين واللاجئين. صرح المتحدث باسم وزير الداخلية بأن “العزم الذي يظهره المستشار الألماني الجديد يعد خبراً جيداً، حيث أن الرقابة المشددة على الهجرة تمثل هدفاً مشتركاً بين البلدين، مؤكداً رغبة الوزير في التنسيق مع الحكومة الألمانية لوضع سياسة أوروبية صارمة لتنظيم تدفقات الهجرة ضمن الإطار التشريعي الأوروبي”.
وجهات نظر المسؤولين الإيطاليين
حسب تصريحات نائب رئيس المفوضية الأوروبية رافايل فيتو، فإن الهدف من هذه السياسات الجديدة هو تسريع فعالية عمليات إبعاد المهاجرين الذين لا يحق لهم البقاء في أوروبا. وعلق على صفحته على فيسبوك قائلاً: “من خلال توحيد القوانين والإجراءات، وإنشاء مراكز إرجاع في الدول الثالثة، وفرض قواعد أكثر صرامة على من يمثلون تهديداً للأمن أو لا يتعاونون مع السلطات، نحن نستجيب لتوقعات المواطنين الذين يرغبون في معالجة قضايا الهجرة بشكل عادل وصارم”. كما اقترح أنتونيو تاياني، وزير الخارجية الإيطالي، أن الاتحاد الأوروبي أدرك أن المشكلة التي واجهها الإيطاليون تاريخياً ليست مسألة وطنية أو مرتبطة بدول الجنوب فحسب، وإنما هي قضية أوروبية كبرى تستدعي التعاون المشترك.
تعزيز الوحدة الأوروبية
وفي ذات السياق، تم التأكيد على أهمية التعاون من قبل المستشارة السابقة أنجيلا ميركل، التي أكدت لصحيفة راينيش بوست أن قضية الهجرة تمثل تحديًا مشتركًا يجب معالجته من خلال التشاور مع الدول المجاورة. وأشارت إلى أن معالجة الأسباب الجذرية للمشكلات مثل الفقر والركود الاقتصادي في الدول الأصلية تعد خطوة أساسية لجعل الهجرة مشكلة مشتركة تتطلب استجابة شاملة. يظهر مشروع التشريع حول إعادة المهاجرين الذي قدمته أورسولا فون دير لاين في ستراسبورغ تأثراً واضحاً بالتغيرات التي أحدثتها الحكومة الإيطالية في منحى التعامل مع قضايا الهجرة، وهو ما أثار اهتمام دول أخرى مثل المملكة المتحدة بسياسات الحكومة الحالية.