إيطاليا

الدول الآمنة للعودة، ما هي؟

2024-10-22 03:00:00

تعريف مفهوم الدول الآمنة

تُعتبر "الدول الآمنة" تلك الدول التي لا تشهد اضطهادات منهجية أو نزاعات مسلحة، ويفترض أن مواطنيها لا يمتلكون أسبابًا مقنعة للتقدم بطلبات لجوء في دول أخرى. يُعد هذا المفهوم جزءًا أساسيًا من سياسات الهجرة واللجوء في أوروبا، حيث يُستخدم لتحديد الدول التي يُمكن قبول طالبي اللجوء منها بشكل أسرع وأسهل.

الجدل حول اتفاقية إيطاليا وألبانيا

تسبب الاتفاق المبرم بين إيطاليا وألبانيا بشأن إدارة تدفق اللاجئين في تأجيج النقاشات على مستوى أوروبا حول تصنيف الدول الآمنة. الاتفاق، الذي ينص على إعادة طالبي اللجوء الذين يتم اعتراضهم في المياه الدولية إلى الأراضي الألبانية، واجه انتقادات قضائية بعد أن أوقفه المحكمون في روما بسبب عدم اعتبار دول مثل بنغلاديش ومصر آمنة حسب المعايير الأوروبية.

التعديلات الحكومية الإيطالية

استجابة للقرارات القضائية، اتخذت الحكومة الإيطالية خطوات لتعديل الوضع القانوني لقائمة الدول الآمنة. بدلاً من أن تكون هذه القائمة صادرة عن مرسوم وزاري، تم رفع مستوى هذه القائمة إلى مرتبة قانونية أعلى ليتمكن القانون من دعم الاتفاق مع ألبانيا. يتوقع أن يؤثر هذا التعديل على قدرة القضاة على الطعن في هذه القائمة.

مراجعة قائمة الدول الآمنة

قامت إيطاليا أيضًا بتقليص عدد الدول المعتبرة آمنة من 22 إلى 19 دولة، حيث تم استبعاد دول مثل الكاميرون وكولومبيا ونيجيريا لأسباب تتعلق بالأمان الإقليمي. وعلى الرغم من أن القائمة الجديدة تضم دولًا مثل ألبانيا ومصر، إلا أن عدة دول أخرى لا تزال تواجه مشكلات خطيرة تتعلق بحقوق الإنسان، مما يعقد عملية تصنيفها كدول آمنة.

أهمية مراجعة مفهوم "الدولة الآمنة"

أهمية هذه التدابير لا تقتصر على إعادة تقييم الدول فقط، بل تتعلق أيضًا بتأثيراتها على حقوق وطالبين اللجوء. يجب أن تُقدّم كل طلبات اللجوء بشكل فردي، مع مراعاة الظروف الخاصة لكل طالب لجوء. يستند هذا إلى توصيات من منظمات دولية مثل مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، التي تؤكد ضرورة التعامل مع كل حالة على حدة.

  من المهاجرين إلى مواطنين جدد • نيو ديموس

الوضع القانوني للدول الآمنة وفقًا للمعايير الأوروبية

تُحدد المعايير الأوروبية للدول الآمنة أنه يجب على هذه الدول أن تكون آمنة لكافة المواطنين وعلى كامل ترابها، مما يعني أن أي استثناء لا يفي بالشروط المطلوبة. الدول التي لا تحترم حقوق الإنسان أو تلاحق الأقليات أو المعارضين السياسيين لا يمكن اعتبارها آمنة، وهذا ما يشمل دول مثل مصر وبنغلاديش.

تحليل قائمة الدول الآمنة الحالية

تشمل قائمة الدول الآمنة وفقًا للمحكمة الأوروبية 22 دولة، يتوزع معظمها بين أوروبا وأفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية. من الدول الأوروبية نجد ألبانيا وكوسوفو وصربيا، بينما تشمل القائمة أفغانستان وبنغلاديش من آسيا، ودولًا من إفريقيا مثل مصر وغانا.

الآثار المترتبة على تصنيف الدول الآمنة

تصنيف الدول الآمنة يؤثر بشكل كبير على إجراءات اللجوء، حيث يتم النظر في الطلبات المقدمة من مواطني هذه الدول بشكل أسرع. هذا يُمكن أن يسمح بتسريع عملية معالجة الطلبات، إلا أن وجود افتراض بأن هذه الطلبات لا تستند إلى أسس قوية يجب أن يُخذ بعين الاعتبار، مما يضمن حماية حقوق الأفراد الذين يحتاجون إلى الحماية.