إيطاليا

العطاءات وتراجع استقبال اللاجئين في البلاد

2024-06-14 03:00:00

الإطار العام لاستقبال المهاجرين في إيطاليا

تحتل قضية استقبال طالبي اللجوء في إيطاليا موقعاً مهماً في النقاشات السياسية والاجتماعية، حيث يعتمد النظام بشكل رئيسي على مراكز الاستقبال الاستثنائية (CAS) بدلاً من النظام التقليدي الذي يشمل مراكز الاستقبال والتكامل (Sai)، التي كانت تهدف إلى توفير الحماية والدعم للمهاجرين. تعتبر المراكز الاستثنائية بمثابة حلول غير تقليدية، لكنها أصبحت الآن الجزء الأكبر من النظام، مما يثير القلق حول فعالية هذا النموذج.

أهمية تعزيز نظام الاستقبال التقليدي

يتوجب تعزيز وتنمية نظام Sai ليتمكن من تلبية احتياجات المهاجرين بشكل فعّال. تشير الإحصائيات إلى أن مراكز CAS تشغل 59.7% من طاقة الاستقبال، ما يبرز الحاجة الملحة لتوسيع قدرات نظام Sai. ينبغي أن يكون هناك تمييز واضح بين أنواع الاستقبال المختلفة وفحص قدرتها على الاستجابة لاحتياجات المهاجرين.

تصنيفات مراكز الاستقبال

تختلف المراكز ضمن نظام CAS من حيث الحجم والإدارة، حيث يمكن تقسيمها إلى مراكز صغيرة تُدار بشكل مشترك ومراكز جماعية تستوعب عدد كبير من الأشخاص. تُعتبر المراكز الصغيرة أكثر فاعلية في تقديم الدعم والرعاية للساكنين. ومع ذلك، فإن النظام الحالي لم يروج لهذه المجالات، بل على العكس، شهدنا توجهاً نحو زيادة المراكز الكبيرة.

اتجاهات المناقصات وتتبع البيانات

خلال الفترة من 2020 حتى أغسطس 2023، أصدرت السلطات الإيطالية أكثر من 7200 مناقصة، لكن المعلومات كانت معقدة وتطلبت تحليلاً دقيقاً لتحديد المناقصات المتعلقة بخدمات الاستقبال. من أصل 7200، تم تحديد حوالي 3195 مناقصة خاصة بإدارة مراكز الاستقبال. هذه المناقصات تظهر تبايناً ملحوظاً فيما يتعلق بتفاصيل الأهداف المالية وإجراءات التخصيص.

تراجع نموذج الاستقبال المنتشر

لفترة من الوقت، كانت المناقصات المتعلقة بالمراكز الصغيرة تمثل أكثر من نصف الإجمالي، لكن الوضع تغير بشكل ملحوظ. ارتبط هذا التراجع بزيادة الضغوط على النظام، مما أدى إلى تحول كبير نحو المراكز الكبيرة، حيث تمتاز بإجراءات تشغيلية أكثر سهولة من حيث البنية التحتية.

  المهاجرون، سفينة البحرية العسكرية نحو ألبانيا: أول عملية نقل تديرها وزارة الداخلية

الآثار السلبية للمنشآت الكبيرة

إن تزايد الاعتماد على المراكز الكبيرة يعود بأثر سلبي على نوعية الخدمات المقدمة للمهاجرين. تقلل هذه المراكز بشكل كبير من قدرة المهاجرين على الاندماج في المجتمع المحلي، فضلاً عن قلة الدعم والخدمات اللازمة. معظم العاملين في هذا المجال يفضلون تقديم خدماتهم في مراكز أكثر إنسانية وأقل ازدحاماً.

المناقصات البائسة والمنافسة الضعيفة

من المثير للقلق أنه حتى عندما يُصدر مزيد من المناقصات، قد لا يتمكن المسؤولون من تأمين عدد كافٍ من العروض. تشير الإحصائيات إلى أن ارتفاع نسبة المناقصات التي تذهب خالية من أي عطاءات، حيث تمثل هذه النسبة 18.7% من الإجمالي بين عامي 2020 و2022، مما يسلط الضوء على التحديات التي تواجه سلطات الإشراف.

مشكلة المناقصات المتكررة

تواجه السلطات صعوبات كبيرة عندما تذهب المناقصات أدراج الرياح. إذا لم يتمكن المنافسون من تقديم عروض كافية لملء الأماكن المطلوبة، فقد تضطر السلطات إلى إعادة إصدار المناقصات. أظهرت دراسة تحليلية أن أكثر من 180 مناقصة كانت بحاجة إلى إعادة إصدارها نتيجة مشاكل في العقود السابقة، مما يعكس ضعف في الهيكل الإداري للنظام.

الحاجة إلى إعادة التفكير في النموذج الإداري

إن التحولات السلبية التي شهدها نظام الإيواء تدل على ضرورة إجراء تغيير جذري في كيفية إدارة هذا النظام. يجب أن يكون التركيز على تعزيز نظام الاستقبال التقليدي بقدر كافٍ للحفاظ على دور CAS كمراكز استقبال مؤقتة. يتطلب هذا الأمر موارد إضافية وتعديلات قانونية تسمح لطالبي اللجوء بالوصول إلى نظام Sai.

الشكوك في الأفق

ليست هناك دلائل ملموسة على أن الحكومة تسعى لتحسين أداء نظام الاستقبال. في الواقع، تشير السياسات الأخيرة إلى مزيد من التطرف في إدارة هذه القضايا، حيث تم اتخاذ تدابير تقييدية لعمل المنظمات غير الحكومية، مما يعقد الجهود الإنسانية ويزيد من معاناة المهاجرين.

  «الهجرة؟ ترامب وماسك يفضلانها فقط إذا كانت مؤهلة». كيف ستتغير العلاقات مع إيطاليا وشركاتها الناشئة؟

عدم وجود استراتيجية فعالة

لا ترقى التدابير الحالية المتخذة من قبل الحكومة إلى مستوى تقديم حلول متناغمة وفعالة لأزمة اللجوء، بل تعزز من نهج الطوارئ الذي ساد في الحكومات السابقة، مما يؤكد ضرورة البحث عن استراتيجيات أكثر جدوى لاستقبال وتكامل المهاجرين.