إيطاليا

الهجرة غير النظامية: البحر الأبيض المتوسط المركزي يبقى المسار الأكثر نشاطاً. طريق غرب أفريقيا تشهد انفجاراً.

2024-08-14 03:00:00

تراجع كبير في أعداد المهاجرين غير النظاميين في أوروبا

أظهرت بيانات جديدة من وكالة فرونتيكس، الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل، أن عدد المهاجرين غير النظاميين الذين حاولوا الدخول إلى الاتحاد الأوروبي شهد انخفاضًا ملحوظًا بنسبة تبلغ 36% خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2024 مقارنة بنفس الفترة من العام السابق. هذا التصريح يأتي في وقت حساس حيث ساهمت الظروف المناخية ونقص الحظوظ في الإبحار، إلى جانب استراتيجية سياسية مشددة تستهدف تسريع عمليات العائدات والترتيبات مع الدول الخارجية، في تقليص أعداد المهاجرين.

تراجع كبير في طرق الهجرة عبر البلقان والبحر الأبيض المتوسط

تمت ملاحظة انخفاضات ملحوظة في عدد العبور عبر الحدود، حيث سجلت الطرق الغربية للبلقان انخفاضًا يصل إلى 75%، وتبعتها بطريقة متقاربة طريق البحر الأبيض المتوسط المركزي بانخفاض يصل إلى 64%. ذلك يعكس تغييرات استراتيجية في حركة ضخمة من المهاجرين، حيث مثلت هذه الطاقة البشرية تحديًا كبيرًا للسلطات الأوروبية في السنوات السابقة.

البحر الأبيض المتوسط: الطريق الأكثر نشاطًا رغم الانخفاض

على الرغم من الانخفاض الكبير في أعداد المهاجرين، تظل طريق البحر الأبيض المتوسط المركزي الأكثر نشاطًا في دوران الهجرة إلى الاتحاد الأوروبي. على الرغم من تسجيل جملة من التراجع في أعداد المهاجرين، حيث وصل عددهم إلى حوالي 32,200 شخص من يناير إلى يوليو، تشير فرونتيكس إلى أن هذه الطريق لا تزال مكانًا رئيسيًا لدخول المهاجرين عبر البحر.

التدابير الفعالة في تونس وليبيا

ولا يمكن إغفال الدور الذي لعبته الدول المعنية، مثل تونس وليبيا، في تقليص الأعداد عبر هذه الطريق. فقد تمكنت السلطات في كلا البلدين بفضل تنفيذ إجراءات أكثر صرامة لحظر نشاطات المهربين من تحقيق نتائج ملموسة. كما يعكس الوضع أن وصول 95% من المهاجرين عبر هذه الطريق من تونس وليبيا يدل على الحاجة الملحة لاستمرار التعاون مع هذه الدول.

  دلماسترو (FdI) ، "الاتحاد الأوروبي نحو مركز لإعادة الترحيل، انتصار لإيطاليا"

حالة الهجرة عبر البلقان: انخفاض مستمر

استمر انخفاض أعداد المهاجرين على طريق البلقان بشكل متواصل، حيث انخفضت الأعداد إلى أكثر من 12,400. هذا التوجه قد يعكس تأقلم المهاجرين مع الظروف الراهنة، وتطور السياسات الأوروبية في التعامل مع الأزمات الإنسانية، بالإضافة إلى الضغط الواقع على الحدود.

ازدياد على طرق الهجرة من الغرب الإفريقي

في الوقت ذاته، شهدت طريق الهجرة من الغرب الإفريقي، وخاصة إلى جزر الكناري، زيادة ملحوظة في أعداد المهاجرين، حيث ارتفعت الأعداد بنسبة 154% مقارنة بالعام السابق، مما يعني ازديادًا كبيرًا في عدد المهاجرين غير النظاميين، والذين وصل إجماليهم إلى أكثر من 21,600 في الأشهر السبعة الأخيرة.

الخلاصة

إن الديناميكيات المتعلقة بالحركات الهجرية عبر البحر الأبيض المتوسط والبلقان تعكس حالة معقدة تتطلب استراتيجيات مرنة تستجيب للأحداث الراهنة. في حين يبدو أن تركيا والبلقان يعانيان من انخفاضات ملحوظة، يبدو أن المهاجرين من غرب إفريقيا يواصلون البحث عن آفاق جديدة، مما يشير إلى تحول في أنماط الهجرة التي تستلزم التفكير الإستراتيجي من قبل الدول الأوروبية.