2024-05-16 03:00:00
التغيرات في تدفقات الهجرة نحو أوروبا في عام 2024
تشهد حركة الهجرة نحو أوروبا تحولات ملحوظة، حيث تشير الإحصائيات الأخيرة إلى ارتفاع في عدد المهاجرين الذين يصلون إلى السواحل الإسبانية مقارنة بتراجع كبير في تدفقات الهجرة إلى إيطاليا. وفقًا للبيانات الصادرة عن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، انخفض عدد المهاجرين القادمين إلى إيطاليا بنسبة 60% مقارنة بنفس الفترة من العام السابق.
الإحصائيات والتوجهات
خلال الفترة من 1 يناير إلى 12 مايو 2024، تلقى ميناء إيطاليا 17,996 مهاجرًا، مما يمثل تراجعًا كبيرًا مقارنة بنفس الفترة من عام 2023. بينما شهدت إسبانيا تسجيل 20,771 مهاجرًا، مما يعكس زيادة ملحوظة تصل إلى 181% لنفس الفترة. يُعزى هذا التغير إلى عدة عوامل، من بينها الخطط الاستراتيجية التي وضعتها الحكومة الإيطالية، وأيضًا السياسات الجديدة في إسبانيا.
الأسباب وراء التغيرات
تعددت الأسباب وراء التغيرات في التدفقات. يُحيل البعض هذا التراجع في إيطاليا إلى خطة ماتيي، التي تنص على تعزيز التعاون مع دول المنشأ، وهو ما قد يعكس زيادة في الإجراءات التقييدية التي اعتمدتها السلطات الإيطالية لمنع الهجرة غير الشرعية. في المقابل، يبدو أن إسبانيا قد أصبحت وجهة مفضلة للمهاجرين، ويُنسب ذلك إلى الظروف الاقتصادية والاجتماعية الأفضل التي توفرها لبعضهم.
التركيبة السكانية للمهاجرين
تحمل البيانات حول المهاجرين الذين وصلوا إلى إيطاليا صورًا مثيرة للاهتمام؛ حيث يمثل الرجال 76% من إجمالي الواصلين، في حين أن النساء يشكلن فقط 5% والأطفال المصحوبين 4%، و14% من الأطفال غير المصحوبين. تشهد خريطة انطلاق المهاجرين تغييرًا، إذ تصدرت دول مثل بنغلاديش وسوريا وتونس قائمة الدول المصدرة، في حين انحصرت الدول الإفريقية السابقة مثل ساحل العاج وغينيا وباكستان في المرتبة الثانية.
مناطق الوصول وتأثيرها
تُظهر أرقام إيطاليا أن جزيرة صقلية تكبدت العبء الأكبر على صعيد تدفقات المهاجرين، حيث استقبلت نحو 14,852 شخصًا. تلتها منطقة إميليا رومانيا التي استقبلت 743 مهاجرًا، ثم بوليا بـ 560 مهاجرًا. على الجانب الآخر، يبدو أن إسبانيا قد استقبلت المهاجرين عبر العديد من الطرق، لا سيما من خلال طريق يقع بين شمال غرب إفريقيا وجزر الكناري، حيث تم تسجيل 16,594 وصولًا هناك.
الوضع في البحر الأبيض المتوسط
لم تتأثر إسبانيا فقط بتزايد عمليات الهجرة، بل شهدت كل من اليونان وقبرص أيضًا زيادة في أعداد المهاجرين. حيث سجلت اليونان 14,814 و4474 لمهاجرين في الفترة ذاتها، مما يظهر أن أوروبا الجنوبية أصبحت نقطة جذب رئيسية للمهاجرين المتجهين عبر البحر الأبيض المتوسط.
هذا التحول في الأنماط والهجرة يعكس تأثير السياسات المختلفة والإجراءات الأمنية المتبعة في دول مثل إيطاليا وإسبانيا. المراقبة والبحث المستمر في هذه الظواهر أصبح أمرًا ضروريًا لفهم ديناميات الهجرة الحالية.