تقديم تقرير الإيطاليين في العالم في نيويورك، Acli ومؤسسة المهاجرين: “الحقيقة حول هجرة الإيطاليين إلى الخارج تلزم إعادة النظر في سياسات الهجرة في إيطاليا وأوروبا”

إن النقاش حول الهجرة الإيطالية، في سياقات متعددة، يطرح تساؤلات عميقة حول كيفية تعامل الدول، ولا سيما إيطاليا وأوروبا، مع قضايا الهجرة. خلال تقديم التقرير حول الإيطاليين في العالم لعام 2024 في مدينة نيويورك، أكد إميليانو مانفردونيا، رئيس >Acli>، على ضرورة النظر في الهجرة كظاهرة إنسانية تتطلب استجابة عادلة ونزيهة بدلاً من التعامل معها من خلال مؤشرات سلبية مثل القوانين المتشددة أو اتفاقات التحكم في تدفقات الهجرة.

التخلي عن إنسانية المهاجرين

ذكر مانفردونيا أنه لا يمكننا نسيان الوجوه البشرية وراء الأرقام. فالهجرة ليست مجرد إحصاءات، بل تعكس تجارب أفراد يعيشون آمالاً وآلامًا. فإقرار القوانين المظلمة التي تهدف إلى تقليل عدد الوافدين لا يؤدي إلا إلى تقليل إنسانيتنا نحن أيضًا. يجب أن تكون لدينا الذاكرة اللازمة التي تذكرنا بفترات الهجرة الإيطالية التاريخية والتحديات التي واجهها المهاجرون في تلك العصور.

النمو السكاني والتحديات الماثلة

كشف التقرير أن هناك حوالي 652 ألف مقيم أقل في إيطاليا منذ عام 2020، بينما يعيش أكثر من 6 ملايين إيطالي في الخارج. هذه الأرقام تعكس حقيقة مقلقة عن فقدان السكان في الوطن؛ حيث يسعى العديد من الإيطاليين للبحث عن فرص أفضل في الخارج. تشير البيانات أيضًا إلى أن تدفقات الهجرة لا تقتصر على فئة واحدة أو مرحلة عمرية معينة، بل تشمل جميع الفئات العمرية، بما في ذلك ذوي الأعمار الأكبر. وقد شهدت الأعداد في قطاع “الحركة التقاعدية” زيادة ملحوظة.

تعزيز مفهوم المواطنة

تناول ماتيو براشالي، عضو اللجنة العلمية لـ التقرير، موضوع المواطنة، مؤكدًا على دورها كعنصر أساسي في بناء المجتمعات المتنوعة. في عالم حيث يسعى الكثيرون للانضمام إلى مجتمعات جديدة، من الضروري تحديث قوانين الجنسية في إيطاليا لتلبية احتياجات الأجيال الجديدة. سيمكن ذلك الأفراد من الاندماج بشكل أفضل، وبالتالي سيساهم في نمو المجتمعات المحلية.

دور الثقافة في عملية الهجرة

أكد ديلفينلا ليكاتا، التي قامت بتحرير التقرير، على أهمية تحويل الظاهرة من نموذج هجرة أحادي الاتجاه إلى نموذج دائري يتضمن العودة والتوجه نحو الأماكن الجديدة. هذا التحول يحتاج إلى جهود ثقافية تعاونية كخطوة أولى، حيث يتطلب الأمر إعادة التفكير في الطريقة التي يتم بها تداول موضوع الهجرة، وضرورة الاعتراف بالنقاشات المهمة حول الهوية والانتماء.

الصوت الإيطالي في المهجر

يلعب الإيطاليون في الخارج دورًا حيويًا في النقاشات السياسية والاجتماعية في إيطاليا. وقد دعا مانفردونيا أبناء الجالية الإسلامية بأمريكا إلى الاستمرار في التواصل مع وطنهم الأصلي وممارسة حقوقهم السياسية، خاصةً حق التصويت. يعتبرون بذلك صوتًا مؤثرًا في توجيه النقاشات حول سياسات الهجرة، التي تشكل جزءًا من وهوية المجتمع الإيطالي بشكل عام. إن المساهمة النشطة للمهاجرين يمكن أن تساعد في إلقاء الضوء على التجارب والإسهامات التي يمكن أن تقدمها جالياتهم.