2024-06-04 03:00:00
إشكالية تدفقات الهجرة ومنظومة العمل في إيطاليا
بعد تشكيل الحكومة الإيطالية، تم اتخاذ خطوات سريعة لتحديد تدفقات الهجرة الشرعية لأغراض العمل للعام 2022، حيث تم إصدار المرسوم في 29 ديسمبر 2022 بتحديد الأعداد المطلوبة من العمال الوافدين. وفيما يتعلق بالتدفقات للسنوات 2023-2025، أصدر المرسوم في 27 سبتمبر 2023، والذي استند إلى التجربة الموضوعة في قانون “ديكريتو كوترو”. قُصد من ذلك معالجة الظواهر المرتبطة بعمل المهاجرين، ولكن النتائج الأولية تشير إلى وجود مشكلات واضحة.
القلق من معدلات التقديم المرتفعة في بعض المناطق
استنادًا إلى المعلومات الواردة، لوحظ أن هناك زيادة كبيرة في عدد طلبات التصاريح للعمال الأجانب في بعض المناطق، وبالأخص في منطقة كامبانيا. خلال فترة التسجيل، عدد الطلبات كان أعلى بكثير مما يمكن أن تستوعبه أسواق العمل المحلية. على سبيل المثال، من مجموع 282,000 طلب لتصاريح العمل الموسمي، أُرسل 157,000 منها من كامبانيا، بينما سجلت منطقة بوليا 20,000 طلب فقط، رغم أن بوليا تُعتبر منطقة زراعية رئيسية.
الفجوة بين الطلبات والعقود الموقعة
وسط هذه الأرقام المذهلة، تبدو الحقيقة أكثر إحباطًا حيث أن نسبة ضئيلة جدًا من المهاجرين الذين حصلوا على تأشيرات العمل بموجب المرسوم قد أبرموا بالفعل عقود العمل. في كامبانيا، أقل من 3% من الذين دخلوا البلاد بموجب التصاريح قد وقعوا عقودًا عمل فعلية. هذه الفجوة الكبيرة تعكس عدم التوافق بين العدد الهائل من طلبات الدخول والقدرة الفعلية لسوق العمل المحلي على استيعابهم.
تحذيرات من استغلال التنظيمات الإجرامية
في ضوء هذه المعطيات، تقدمت رئيسة الحكومة، جورجيا ميلوني، بشكوى رسمية أمام المدعي العام لمكافحة المافيا، لتسليط الضوء على كيفية استغلال الشبكات الإجرامية لتنظيم تدفقات العاملين الوافدين. وأشارت إلى أن هذه التنظيمات تسهم في توسيع نطاق المهاجرين غير الشرعيين من خلال استغلال آليات الهجرة القانونية، ما يعزز من خطر تحويل المهاجرين إلى ضحايا للفساد والتلاعب، حيث يُفترض أن يتطلب دخول البعض دفع مبالغ كبيرة قد تصل إلى 15,000 يورو لتأمين عملية التقديم.
دعوة إلى وإصلاحات شاملة
وتؤكد ميلوني على ضرورة اتخاذ إجراءات فورية لمعالجة هذه المشكلات، مشددًة على أهمية التنسيق بين مختلف الجهات الحكومية لضمان عدم تحويل برامج الهجرة إلى طرق غير منظمة تسهل دخول المهاجرين غير الشرعيين. يجب التأكيد على ضرورة الإصلاح وضمان استدامة اقتصادية لمعالجة الأسباب الجذرية لهذه الظاهرة، والتأكد من التوافق بين الاحتياجات الاقتصادية المحلية وطلبات الهجرة.