2025-02-21 03:00:00
العلاقة بين الهجرة والعنف ضد النساء: تحليل نقدي
تُعَدُّ مسألة العنف ضد النساء ركنًا أساسيًا في النقاشات العامة حول الهجرة والنقل المجتمعي. خلال الأشهر الأخيرة، تزايدت التصريحات من قبل قادة وأعضاء من اليمين واليمين المتطرف في أوروبا حول إمكانية وجود صلة بين وجود الأجانب وازدياد حالات العنف المرتبط بالجنس.
إيطاليا: تصريحات مثيرة للجدل
في إيطاليا، تزامن يوم 25 نوفمبر — اليوم الدولي لمكافحة العنف ضد النساء — مع ظهور تصريحات مثيرة للجدل من قبل الرئيسة جيورجيا ميلوني. فقد تحدثت عن زيادة حالات العنف الجنسي المرتكب من قبل مهاجرين، لكن دون تقديم أي بيانات أو مصادر تدعم هذه الادعاءات. تصريحات مشابهة أدلى بها وزير التعليم جوزيبي فالدترا، مما أثار جدلاً واسعاً، خصوصًا أثناء تدشينه لمؤسسة تذكارية لأحد ضحايا العنف.
تصريحات من اليمين المتطرف في فرنسا
قادة اليمين المتطرف في فرنسا، مثل أليس كوردير، استخدموا أيضًا هذه القضايا كوسيلة للتعبئة. كوردير، المعروفة بمواقفها المتشددة، أشارت في تصريحاتها إلى أن 20% من الجرائم الجنسية المرتكبة تكون على أيدي أجانب. هذه الملاحظات تتقاطع مع بيانات يدلي بها سياسيون مثل ماريون مارشال، والتي زعمت أن 77% من حالات الاغتصاب في الشوارع في باريس يُرتكبها أجانب.
البيانات الرسمية والتناقضات
وفقًا للبيانات الرسمية الصادرة عن وزارة الداخلية الفرنسية، أظهرت الإحصائيات أن 87% من المشتبه بهم في الجرائم الجنسية هم من المواطنين الفرنسيين. هذه الأرقام تشير إلى أن عدد الأجانب الذين ارتكبوا الجرائم الجنسية أقل بكثير من النسبة التي تم تداولها في بعض التصريحات. في إيطاليا، لا تزال البيانات غير مكتملة وتعتمد بشكل كبير على الشكاوي المقدمة.
نقص البيانات الدقيقة
تعاني إيطاليا من نقص في قواعد البيانات الرسمية التي تفصل بين الجرائم المرتكبة من قبل المهاجرين النظاميين وغير النظاميين. هذا العجز في المعلومات يجعل من الصعب تقييم التوجهات بدقة. قلة النساء اللواتي يقدمن الشكاوى، حيث لا تتجاوز النسبة 16%من الحالات، تساهم أيضًا في صعوبة فهم الوضع بشكل كامل.
رؤية شاملة حول دور الفقر والهجرة
لقد أظهرت الأبحاث أن المعطيات السكانية والاجتماعية تلعب دورًا كبيرًا في الجرائم. الهجرة ليست هي السبب المباشر للجرائم، بل على العكس، فإن الفقر والتمييز الاجتماعي قد يؤديان إلى تفاقم مشاكل العنف. يعاني الكثير من المهاجرين من ظروف اقتصادية صعبة، ما قد يزيد من تعرضهم للمساءلة القانونية.
التجارب الشخصية لخبراء وقضاة
تشير قصة المحامية آن بويون، المتخصصة في الدفاع عن ضحايا العنف، إلى أن المشكلة ليست مقتصرة على الثقافة أو الجنسية. لقد رأت أن العنف ضد النساء يأتي من جميع الفئات الاجتماعية. هناك دلالة على أن العلاقات الذكورية وموارد القوة الرائدة هي عوامل أكثر أهمية، بغض النظر عن خلفيات الأفراد.
الرؤية العامة للأمن المجتمعي
التقارير التي تناولت الجرائم ووجود المهاجرين تؤكد أن المجتمعات لم تصبح أقل أمانًا مع زيادة عدد الأجانب. في الواقع، يبدو أن الجريمة قد شهدت انخفاضًا طفيفًا في العديد من المناطق الأوروبية. كما أن العلاقة بين الهجرة والجريمة تحتاج إلى تحليل أعمق يراعي جميع الجوانب الاجتماعية والاقتصادية.
هذه الديناميكيات المعقدة تشير إلى أن العنف ضد النساء ليس مرتبطًا بكون الفاعلين مهاجرين أم لا، بل يحتاج إلى فهم أعمق لجذوره الاجتماعية والثقافية.