2025-01-17 03:00:00
تصور المجتمع تجاه المهاجرين
تم نشر تقرير احتفالا باليوم العالمي للمهاجرين، يتناول آراء المواطنين حول وضع المهاجرين في البرتغال. يتضمن هذا التقرير استبيانات حول القوانين والحقوق والانطباعات العامة، محاولاً فهم كيف ينظر المواطنون البرتغاليون إلى المهاجرين وأوضاعهم.
الإحصائيات وتوجهات الرأي
عند سؤال المشاركين في الاستبيان عن تقديراتهم لعدد المهاجرين في البرتغال، أشار 27.5% منهم إلى أن نسبة المهاجرين تصل إلى 30% أو أكثر من السكان، في حين أن الرقم الفعلي لا يتجاوز 11%. يُظهر هذا الفارق الكبير وجود فجوة واضحة بين الواقع والإدراك العام؛ حيث أن أكثر من نصف المشاركين (52%) أفادوا بعدم تواصلهم مع المهاجرين بشكل متكرر.
التعارف والتواصل مع المهاجرين
عند محاولة التواصل مع المواطنين حول عدد المهاجرين الذين يعرفونهم بشكل شخصي، وجدنا أن 10% فقط لديهم معرفة قريبة بأشخاص مهاجرين، مما يعكس قلة التفاعل الفعلي مع هؤلاء الأفراد. يطرح السؤال الذي يتردد كثيراً: "كم عدد المهاجرين الذين تعرفهم بشكل حقيقي؟"؛ في هذا الإطار، يظهر مفهوم "معرفة" المهاجرين كمعرفة تشمل تفاصيل حياتهم مثل الوظيفة، العائلة، أو حتى ميولهم الرياضية.
تصورات سلبية حول بعض الجنسيات
عند النظر إلى التركيبة السكانية للمهاجرين في البرتغال والذي يصل عددهم إلى أكثر من مليون، يتبين أن 9% فقط منهم من شبه القارة الهندية، ومع ذلك، أبدى ثلثا المشاركين في الاستبيان رغبتهم في تقليل عدد هؤلاء المهاجرين. كما ساد نفس الشعور تجاه المهاجرين من البرازيل والصين، والذي أبدى نحو 51% و50% من المشاركين رغبة في تقليص أعدادهم على التوالي.
أبعاد العنصرية والإقصاء
يتضح من نتائج الاستبيان أن هناك تصورات سلبية حول المهاجرين ذوي البشرة الملونة، حيث يعتبرهم بعض المواطنين تهديداً للثقافة المحلية. يتم إلقاء اللوم على هذه الفئات في قضايا مثل انخفاض الأجور وزيادة الجرائم، دون النظر إلى الواقع الموضوعي والأسباب الحقيقية لهذه القضايا. على النقيض، تُعتبر الهجرة من البلدان الغربية مقبولة بشكل أكبر، دون ربطها بمشكلات الأسعار أو السكن.
التصورات الاجتماعية والعنصرية المتفشية
تشير الدراسات إلى أن 62% من البرتغاليين يحملون معتقدات عنصرية، مما يضع البرتغال ضمن قائمة الدول الأكثر عنصرية في الاتحاد الأوروبي. هذه التصورات السلبيّة تتغذى على الأحاديث العامة، مما يعزز الكراهية ضد المهاجرين ويؤدي إلى توسيع الهوّة بين المجتمعات.
المناخ السائد للحقائق المزيفة
في عصر المعلومات المضللة، أصبح من السهل تسويق الأفكار المغلوطة التي تؤدي إلى نشر الكراهية والخوف. هذه البيئة توفر تربة خصبة لنظريات مؤامرة تدعي أن المهاجرين يمثلون تهديداً كبيراً للهوية الثقافية الأوروبية. تتزايد الأخبار الكاذبة التي تهدف لنشر القلق والعنصرية، ما يستدعي ضرورة الوعي بالمعلومات الدقيقة والموثوقة.
الحاجة الملحة للمعلومات الدقيقة
في ظل هذه الأوضاع، يتضح أن التسلح بالمعلومات الدقيقة أصبح ضرورة ملحة لمواجهة التصورات العدمية التي تروج لها بعض الجهات. الربط بين المهاجرين والجريمة هو أمر مضلل، لا يعكس الواقع، بل يسهم في زيادة التوترات والتمييز ضد الهويات المختلفة.