2025-01-31 03:00:00
تصاعد النقاش حول الهجرة وأثرها على الأمن
أدت عملية أمنية حديثة في أحد أحياء لشبونة إلى عودة النقاش بين السياسيين حول العلاقة بين الهجرة والجريمة. العملية، التي شملت اعتقال مجموعة من المهاجرين، أظهرت صفوفًا كبيرة من الأفراد مقابل أحد الجدران، مما أثار ردود فعل متباينة. حيث اتهم بعض السياسيين المهاجرين بارتكاب الجرائم، بينما عبر آخرون عن قلقهم من مثل هذه التصورات السلبية التي قد تؤثر على سمعة المهاجرين ودورهم في المجتمع.
التباين بين الآراء السياسية والحقائق العلمية
في الوقت الذي يواصل فيه عدد من المسؤولين الحكوميين الربط بين الهجرة وزيادة معدلات الجريمة، تشير الأبحاث العلمية إلى عكس ذلك. حيث يجادل خبراء بأن الحاجة إلى المهاجرين في البرتغال كبيرة بالنظر إلى التحديات الاقتصادية، وأن زيادة نسبة الهجرات يمكن أن تساهم في تعزيز النمو الاقتصادي، شريطة معالجة قضايا القانونية والإدماج بهدوء.
النقد الموجه للعملية الأمنية
أعرب أرلندو فريرا، رئيس جمعية البرتغاليين من أجل الإدماج الاجتماعي للمهاجرين، عن استيائه من تصرفات الشرطة. فقد اعتبر أن تركيز الحملة على المهاجرين غير عادل وغير مبرر، مشيرًا إلى أن المهاجرين غالبًا ما يسعون فقط لتحسين حياتهم والحصول على الإقامة القانونية دون إزعاج الأوساط المحلية.
تحديات الإدارة الجديدة للهجرة
ينتقد أرلندو فريرا أيضًا قرار الحكومة لإلغاء خدمة الأجانب والحدود، مما أدى إلى تأسيس وكالة جديدة تُعنى بالهجرة، والتي تفتقر إلى القدرة على التعامل مع العدد المتزايد من طلبات الإقامة. يشير إلى أن هذا الفشل الإداري يعوق إمكانية توطين المهاجرين بشكل فعال ويزيد من سوء الفهم حولهم.
الإحصائيات تنفي العلاقة المزعومة بين الهجرة والجريمة
في مؤتمر حديث، قام لويس نيفيس، مدير الشرطة القضائية، بتقديم معطيات حقيقية تدل على عدم وجود علاقة واضحة بين زيادة عدد المهاجرين والجريمة. ووفقًا له، فإن نسبة السجناء من الجنسيات الأجنبية لن تتجاوز 1.2% من إجمالي السجناء، مما يؤكد أن العدد الضئيل من المهاجرين الموجودين في السجون لا يعكس السمعة السلبية التي يراد رسمها.
دراسات أكاديمية تدعم الحقائق
دراسة جديدة أجراها مجموعة من الباحثين في جامعة بورتو تبين أن البرتغال بحاجة ماسة إلى المزيد من المهاجرين لتعزيز نموها الاقتصادي وتحسين مستوى المعيشة. يدعو الأكاديميون إلى نهج يتجاوز النطاق الوطني، حيث من الضروري تبني سياسات هجرة متكاملة ضمن سياق أوروبي لمواجهة التحديات المشتركة.
إعادة التأكيد على ضرورة دمج المهاجرين
يشدد أرلندو فريرا على أهمية العمالة المهاجرة في أوقات احتياج البلاد للتطوير، مشيرًا إلى المشاريع الكبرى التي تتطلب مزيدًا من الأيدي العاملة. وفي هذا السياق، يدعو إلى تعزيز سياسات الاستيعاب ودعم المهاجرين كمساهمين فعليين في المجتمع.
آفاق مستقبلية وأهمية التعاون الأوروبي
يؤكد أوكتافيو أفونسو، من كلية الاقتصاد بجامعة بورتو، على ضرورة وجود إستراتيجية هجرة مشتركة على مستوى أوروبا. هذه السياسات من شأنها أن تساعد على تقليل الفجوات بين الدول الأعضاء وتيسير التحركات التجارية والعمالية، مما يمنع تفكك الاتحاد الأوروبي إلى كيانات منفصلة.
