2024-12-11 03:00:00
إدارة سياسة الهجرة في البرتغال
أوضح وزير الرئاسة البرتغالية، أنتونيو ليتيانو أمارو، أن الحكومة تتبنى نهجًا معتدلاً في إدارة سياسة الهجرة، ساعيةً إلى تطبيق قواعد صارمة تعطي الأولوية لمواطني الدول الناطقة بالبرتغالية.
رؤى متباينة حول الهجرة
بيّن أمارو خلال مداخلته أنه هناك رؤيتان أساسيتان تتعلقان بسياسة الهجرة: أولهما تتمثل في سياسة "الباب المفتوح" التي تدعو إلى استقبال المهاجرين دون قيود، والآخر يتمثل في سياسة الإغلاق التام، التي تروج لها بعض الأحزاب اليمينية المتطرفة. وأكد أنه سيدافع، في الاجتماع المرتقب للوزراء الأوروبيين، عن خيار معتدل يتطلب تنظيمًا وتحكمًا في عمليات الهجرة، بما يتماشى مع مبادئ الإنسانية.
التحديات الاقتصادية والاجتماعية
وصف أمارو سياسة الهجرة الحالية بأنها من أبرز التحديات التي تواجه الحكومة الحالية. وشدد على ضرورة توفير تعليم يلائم سوق العمل وتعزيز ثقافة الجدارة في البيئات التجارية، إضافة إلى الاحتفاظ بالكفاءات، خاصةً بين الشباب. وأشار إلى أهمية استقطاب الخبرات الأجنبية، نظرًا للعجز المتزايد في نسبة المواليد بين المواطنين البرتغاليين، وهو ما يشكل تهديدًا لاستدامة نظام الضمان الاجتماعي.
الحاجة إلى المهاجرين
أكد الوزير على ضرورة استقطاب المهاجرين بشكل منظم، مشددًا على أن "أمريكا بحاجة إلى هجرة، وهذا أمر لا نقاش فيه". ولكنه حذر من التداعيات السلبية للإدارة غير المنضبطة للهجرة، مشيرًا إلى الأوضاع المأساوية التي ورثها عن الحكومة السابقة.
التجارب التي شهدتها البلاد
أوضح أمارو أن الأعداد المرتفعة للمهاجرين تؤدي إلى شعور بالقلق في المجتمعات المحلية، حيث زادت الضغوط على خدمات الدولة بصورة ملحوظة. وأشار إلى أن نسبة كبيرة من المهاجرين الجدد لم يكن لديهم أي علاقة تاريخية مع البرتغال، مقارنةً بالجيل السابق من المهاجرين الذين كانوا يتحدثون البرتغالية.
إعادة تشكيل سياسات الهجرة
تطرق أمارو إلى بداية مرحلة جديدة في نظام دخول المهاجرين، حيث يتم العمل على تطوير قنوات جديدة تسهل عمليات الإقامة للعمال الأجانب الذين تلعب الشركات دورًا محوريًا في تحديد احتياجاتهم. كما تم التأكيد على ضرورة تنظيم العمل في هذا المجال، بدلًا من إتباع أساليب عشوائية في الاستقدام.
أولويات التشريع
أشار ليتيانو أمارو إلى أهمية التشريع الخاص بالمواطنين من الدول الناطقة بالبرتغالية، حيث يمتلك هذا الأمر دعمًا واسعًا من مختلف الأحزاب في البرلمان. وخلال تصريحاته، أكد أن مواجهة مغادرة الشباب تعتبر أولوية، نظرًا للارتفاع الكبير في معدلات هجرة الشباب.
تعزيز بيئة الأعمال
في إطار مناقشة سياسة "الجدارة"، اقترح أمارو ضرورة تنظيم السوق بشكل أفضل وإعادة النظر في دور الدولة. وفي ذلك الإطار، تحدث عن مقترحات لتقليل الضرائب على الشركات ذات الأداء الجيد، مشيرًا إلى أن هذه السياسات لابد أن تأتي بشكل شامل للنظرة الاقتصادية بشكل عام.
رؤية مستقبلية
نوه أمارو إلى أن الحكومة تعتزم تبني إجراءات إضافية لدعم الأجور، مع التركيز على ضرورة تخفيف الأعباء الضريبية على الأفراد ذوي الدخل المحدود. شدد على أن هذه الإجراءات ستكون جزءًا من خطة شاملة تهدف إلى تحقيق الاستقرار الاقتصادي وتخفيف العبء على المواطنين.