2024-12-19 03:00:00
مع تزايد عدد المهاجرين في البرتغال، حيث بلغ عدد المهاجرين الشرعيين 1.04 مليون شخص في السنة الحالية، تظل مسألة الهجرة موضوعًا حساسًا ومثيرًا للجدل. يُعتبر البرازيليون أكبر جالية أجنبية في البلاد، حيث يصل عددهم إلى حوالي 600 ألف شخص. ومع ذلك، تشير استطلاعات الرأي إلى أن 51% من المواطنين البرتغاليين يعتقدون أنه ينبغي تقليص هذا العدد.
### آراء البرتغاليين حول الهجرة
تشير الأبحاث التي أجرتها مؤسسة فرانسيسكو مانويل دوس سانتوس إلى أن هناك رؤية منقسمة بين الشعب البرتغالي تجاه المهاجرين، وعلى وجه الخصوص تجاه المهاجرين من البرازيل. فقد أعرب 32.7% من المشاركين عن اعتقادهم بضرورة تقليل عدد المهاجرين، بينما أضاف 18.3% أن هذا العدد يجب أن ينخفض بشكل كبير. هذا يشير إلى وجود شعور بالقلق أو القلق تجاه الزيادة المستمرة في أعداد المهاجرين، في الوقت الذي يرى فيه 47% من المشاركين أن الأعداد يجب أن تبقى كما هي أو تتزايد.
### تراجع الرغبة في تقليل عدد البرازيلين مقارنة بالسنوات الماضية
في مقارنة مع استطلاعات سابقة، يظهر أن الرغبة في تقليص عدد المهاجرين البرازيلين قد انخفضت بشكل ملحوظ. قبل عشر سنوات، كانت نسبة الذين يرغبون في تقليل عدد المهاجرين من البرازيل تصل إلى 57%. هذا يعكس تغيرًا في المزاج العام للمجتمع البرتغالي، حيث يبدو أن هناك تغيرًا إيجابيًا تدريجيًا في وجهة النظر تجاه المهاجرين.
### الرأي العام حول المهاجرين من دول أخرى
لا يقتصر القلق على المهاجرين البرازيلين فقط. تشير البيانات إلى أن 60.8% من البرتغاليين يعتقدون بأن أعداد المهاجرين من دول شبه القارة الهندية يجب أن تتناقص أو تتقلص بشدة. يشير هذا الموقف إلى مواقف سلبية تجاه مجتمعات معينة، والتي قد تعود لأسباب ثقافية أو اقتصادية.
### المعلومات المضللة وتأثيرها على التصورات بشأن المهاجرين
تفيد الدراسات بأن قرابة 42% من البرتغاليين يبالغون في تقدير عدد المهاجرين في البلاد. تعزز هذه التصورات الخاطئة المخاوف المناهضة للهجرة، حيث تعتبر نسبة كبيرة من الناس (52%) أن المهاجرين يحصلون على مزايا أكثر مما يقدمونه للنظام الاجتماعي. هذه المعلومات المغلوطة تعرضت للتأثير من قِبل أحزاب اليمين المتطرف، ولكن تضاربتها مع الحقائق تشير إلى أن العديد من المهاجرين، وخاصة البرازيلين، ساهموا بقيم ضخمة في خزينة الدولة عبر مساهماتهم في نظام الضمان الاجتماعي.
### الدور الاقتصادي للمهاجرين
على الرغم من المخاوف السائدة، يُظهر أكثر من 68% من المشاركين في الاستطلاع اعتقادهم بأن المهاجرين يشكلون عنصرًا أساسيًا لاقتصاد البلاد. تعود هذه النظرة الإيجابية إلى مساهمات المهاجرين الضخمة في النظام الاجتماعي والاقتصادي، بما في ذلك تسديدهم أكثر من 1 مليار يورو كتحويلات إلى الضمان الاجتماعي. كما تشير الأرقام إلى أن المهاجرين بشكل عام قاموا بتقديم 2.6 مليار يورو كضرائب، مع حصولهم على 483 مليون يورو فقط من الدعم الاجتماعي.
### التوجهات نحو سياسة الهجرة
يتضح أن هناك تناقضات في المواقف تجاه الهجرة، حيث يطالب 75% من البرتغاليين بضرورة تنظيم أكثر صرامة في سياسة الهجرة. وهي رسالة تعكس قلقًا مشتركًا بشأن الأعداد المتزايدة، بينما في نفس الوقت يعترف العديد بمساهمة المهاجرين في تعزيز الاقتصاد الوطني.
### حقوق المهاجرين ودمجهم في المجتمع
تشير النتائج إلى أن المجتمع البرتغالي يميل لدعم منح حقوق أكثر للمهاجرين، بما في ذلك حق التصويت وسهولة التجنس، فضلاً عن تسهيل ظروف لم شمل العائلات. هذا يظهر وجود وعي متزايد بأهمية دمج المهاجرين في المجتمع بدلاً من عزلهم.
تكشف هذه الديناميكيات عن صورة معقدة للهجرة في البرتغال، حيث تتداخل المواقف السلبية مع اعترافات واضحة بمساهمات المهاجرين.
