2020-04-08 03:00:00
يسعى باحثون في جامعة أوبسالا لتطوير نموذج يوضح كيفية انتشار فيروس كورونا الجديد في السويد. يهدف النموذج إلى تقديم رؤية حول تأثير مستويات مختلفة من الإجراءات المتخذة لمكافحة الفيروس، بما في ذلك أهمية الحفاظ على التباعد الجسدي.
تحويل مسار البحث إلى نمذجة انتشار الفيروسات
عادت الباحثة ياسمين غاردنر، الحاصلة على دكتوراه وما بعد الدكتوراه في الكيمياء من جامعة أوبسالا، لتغيير مسار بحثها المعتاد حول البروتينات. في الأسابيع الأخيرة، قامت بتخصيص وقتها لتطوير نموذج يركز على دراسة سكان السويد وانتشار الفيروس، مما يعكس التحديات التي يواجهها العالم في مواجهة الجائحة.
مكونات النموذج
يعتمد النموذج الذي يتم تطويره على مجموعة متنوعة من المعلومات حول الأفراد في المجتمع السويدي، بما في ذلك متغيرات مثل العمر، الوضع المهني، والموقع الجغرافي. كما يستعين الباحثون ببيانات ثقافية مستمدة من دراسات دول مشابهة للسويد، مما يساعد على تحديد عدد التفاعلات الاجتماعية اليومية لكل فرد، وأنماط التنقل المختلفة.
التعاون متعدد التخصصات
لضمان دقة المعلومات المستخدمة في النموذج، تتعاون غاردنر وفرقها مع وبائيين لديهم خبرة في فهم العوامل المؤثرة على صحة السكان. تعبر غاردنر عن حماسها للعمل مع خبراء من مجالات متنوعة، مما يثري المشروع ويعزز من فعاليته.
تحديات حسابية ونقص البيانات
يتطلب تنفيذ محاكاة دقيقة يعتمد على بيانات تزيد عن 10 ملايين شخص موارد حاسوبية ضخمة. لهذا الغرض، استطاع الباحثون الحصول على الوصول إلى عدة سوبر كومبيوتر، بما في ذلك UPPMAX في أوبسالا وHPC2N في أوميو، وNSC في لينشوبينغ، وPDC في ستوكهولم.
يعتمد النموذج على معلومات حول كيفية انتشار الفيروس في الصين، مع توقعات لتقديم رؤى حول كيفية تطور الوضع في السويد اعتمادًا على الإجراءات المقررة. يخطط الباحثون لإعداد خمسة سيناريوهات، تتراوح من عدم اتخاذ أي تدابير إلى إغلاق المدارس وفرض إجراءات صارمة للعزل.
تأثير النتائج على السياسة العامة
تشارك البروفيسورة توفي فال من جامعة أوبسالا في تطوير النموذج، حيث تعبر عن أبرز الفوائد التي يمكن أن توفرها نتائج هذه الدراسة لأصحاب القرار والجمهور. حيث تسلط النتائج الضوء على كيفية تأثير الإجراءات المختلفة على انتشار الفيروس واحتياجات الرعاية الصحية، كما أنها تساعد العامة على فهم أهمية الالتزام بتعليمات التباعد الاجتماعي.
تحديات التنبؤ بالواقع
تواجه النموذج العديد من التحديات مثل نقص المعلومات الحيوية حول عدد الإصابات الحالية في السويد، وكيفية تأثير التوصيات على التواصل الاجتماعي للأفراد. يتعين على الباحثين الاعتماد على تقديرات مستندة إلى البيانات المتاحة، بينما يبقى هناك عدم يقين كبير حول مدى انتقال العدوى من الأشخاص الذين لا تظهر عليهم الأعراض. كلما زادت المعرفة حول الفيروس، من المتوقع أن تتحسن التنبؤات المتعلقة بتأثير الإجراءات المختلفة واحتياجات نظام الرعاية الصحية.
المصدر: ليندا كوفمار
تم نشر هذا المقال أيضًا على الموقع الرسمي لجامعة أوبسالا.