2025-02-08 03:00:00
الصعود المقلق لحزب ريفورم في الساحة السياسية البريطانية
ارتفع حزب ريفورم برئاسة نايجل فاراج في استطلاعات الرأي، متفوقاً تقريباً على حزب العمال في مشهد سياسي متقلب. وأظهرت أحدث استطلاعات الرأي التي أُجريت بواسطة شركة أوبيونيوم لصالح صحيفة الأوبزرفر أن الحزب الجديد قد حصل على نسبة 26% من تأييد الناخبين، مما يجعله قريباً جداً من حزب العمال الذي حصل على 27%. هذا الصعود المفاجئ يثير قلقاً كبيراً في أوساط الحزب العمالي، لا سيما أن العديد من النواب في الحزب يمثلون دوائر انتخابية كانت لصالح ريفورم بفارق ضئيل خلال الانتخابات العامة الماضية.
سياسات الهجرة كمحور جذب الناخبين
تتضمن الأسباب وراء تزايد تأييد حزب ريفورم تركيزه الكبير على قضايا الهجرة. فقد أظهر الاستطلاع أن 37% من الناخبين الذين يدعمون الحزب يتبنون ذلك بسبب السياسات الصارمة التي يعتمدها في ما يتعلق بالهجرة والضوابط الحدودية. ومن بين الأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم "محتملين لدعم ريفورم"، أفاد حوالي 72% أن الغرض من تفكيرهم في دعم الحزب يعود إلى مواقفه المتشددة تجاه الهجرة. هذا الرقم يعكس أهمية هذه القضية مقارنة بالمواضيع السياسية الأخرى، حيث أن 36% فقط أشاروا إلى الموقف المعادي للاتحاد الأوروبي كسبب رئيسي لفهمهم.
تعهدات الحزب تجاه قضية الهجرة
خلال الانتخابات العامة الصيف الماضي، قدم حزب ريفورم خمسة تعهدات رئيسية التي كان من بينها قضايا تتعلق بالهجرة. تعهد الحزب بتجميد الهجرة غير الأساسية، مع استثناءات حكومية تقتصر فقط على العاملين في المجال الصحي الضروري. وعلى صعيد الهجرة غير الشرعية، تمحورت تعهدات الحزب حول إرجاع المهاجرين غير القانونيين إلى فرنسا، مما يعكس الموقف القاسي الذي ينتهجه الحزب في هذا الصدد.
تراجع في شعبية زعيم حزب العمال
على صعيد آخر، يبدو أن الانخفاض الحاد في نسبة تأييد كير ستارمر، زعيم حزب العمال، يعكس تجاوب الناخبين مع سياسات الهجرة التي يتبناها ريفورم. فقد تعرّضت تقييماته، خصوصاً فيما يتعلق بكونه "قريباً من الناس العاديين"، لانخفاض حاد من +4% في يونيو من العام الماضي إلى -34%. تُظهر هذه الأرقام أن هناك فجوة تنمو بين حزب العمال وبين الناخبين، فيما يتعلق بالتواصل مع القضايا التي تهمهم.
استراتيجيات حزب العمال لمواجهة التحديات الجديدة
في مواجهة التهديد المتزايد الذي يشكله حزب ريفورم، دعا نواب حزب العمال في 89 دائرة انتخابية إلى اتخاذ خطوات أكثر صرامة تجاه قضايا الهجرة والجريمة. أثار تأسيسهم لما يعرف بـ "التكتل غير الرسمي" داخل الحزب للمطالبة بموقف أكثر حدة ضد تلك القضايا، جدلاً داخل أروقة الحزب. يُظهر هذا التطور مدى الضغط الذي يواجهه حزب العمال للتكيف مع المزاج العام للناخبين في ظل المناخ السياسي الحالي.
يتضح أن حزب ريفورم قد نجح في تعزيز تأييده من خلال التركيز على قضايا الهجرة، مما يضع حزب العمال في موقف دفاعي جديد. تشير هذه الديناميكية إلى تغييرات مهمة محتملة في المشهد السياسي البريطاني في المستقبل القريب.
