2025-03-16 20:01:00
عدم فهم الحكومة البريطانية لنظام تأشيرات العمالة الماهرة
تشير التقارير الرسمية إلى أن المسؤولين في الحكومة البريطانية لا يمتلكون الفهم الكافي حول كيفية استخدام المسار الرئيسي لدخول العمال إلى بريطانيا، وكذلك مساهمته في الاقتصاد المحلي. جاء ذلك وفقًا لتقرير صادر عن المكتب الوطني لمراقبة الإنفاق العام، حيث تم تسليط الضوء على نقاط ضعف في عملية تقييم تأثير تأشيرات العمالة الماهرة.
غياب التقييم المؤثر قبل التغييرات
أشار التقرير إلى عدم قيام وزارة الداخلية بإجراء تقييم شامل للأثر قبل توسيع مسار تأشيرات العمالة المهارية ليشمل وظائف الرعاية الأساسية في عام 2022. هذا القرار كان من العوامل الرئيسية التي ساهمت في زيادة صافي الهجرة إلى المملكة المتحدة، حيث سجل القطاع الصحي والرعاية ما مجموعه 158,300 من 509,100 طلب للحصول على تأشيرات العمالة الماهرة لعام 2023.
أهمية المسار الجديد
منذ أن تم فتح مسار تأشيرات العمالة الماهرة في عام 2020 عقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ساعد هذا النظام الشركات على توظيف العمالة وزيادة إيرادات الضرائب. بل إنه أدى أيضًا إلى زيادة عدد الأشخاص الذين يقيمون بشكل دائم في المملكة المتحدة، بالإضافة إلى وصول العديد من العمال مع عائلاتهم. ومع ذلك، يتعين النظر في تأثير هذا النظام على قطاعات معينة.
ضوابط جديدة وتحديات مستقبلية
على الرغم من التأثيرات الإيجابية، لم تقم وزارة الداخلية بتقييم شامل للعواقب المترتبة على مختلف القطاعات قبل تشديد القوانين مرة أخرى في ربيع عام 2024. تم تقديم حظر على عمال الرعاية من جلب عائلاتهم وزيادة عتبات الرواتب للعمال المهرة الآخرين. أدى ذلك إلى قلق كبير بين العديد من القطاعات التي تواجه بالفعل صعوبات في التوظيف.
تراجع عدد الطلبات
شهدت الطلبات للحصول على تأشيرات العمالة الماهرة انخفاضًا حادًا، حيث انخفض العدد إلى 252,700 طلب في عام 2024، مما يمثل انخفاضًا قريبًا من النصف منذ إجراء تغييرات القوانين في العام الماضي. يُعزى هذا الانخفاض بشكل رئيسي إلى التحديات التي تواجه قطاع الرعاية، الذي لا يزال يعاني من نقص حاد في الموظفين.
تسليط الضوء على سوء الاستغلال
بينما تم التركيز على تقليل أعداد المهاجرين، لا تزال وزارة الداخلية تفتقر إلى بيانات شاملة حول مدى استغلال أصحاب العمل للعمال أو التلاعب بقوانين التأشيرات. هذا يعود جزئيًا إلى نقص التعاون الكافي مع الجهات المعنية الأخرى مثل وكالة الإيرادات والجمارك.
العائدات المالية والتكاليف التشغيلية
تشير التقديرات إلى أن وزارة الداخلية حققت إيرادات بقيمة 438 مليون جنيه إسترليني من رسوم تأشيرات العمالة الماهرة في عام 2023-2024، وهو ما يتجاوز بكثير كلفة تشغيل النظام التي تقدر بـ 109 ملايين جنيه إسترليني.
أهمية المعلومات المستندة إلى البيانات
من الضروري أن يعمل المكتب الوطني لمراقبة الإنفاق العام مع لجنة مشورة الهجرة بالإضافة إلى الجهات المعنية الأخرى المسؤولة عن السياسات الصناعية وسوق العمل، لضمان أن التغييرات المستقبلية ستكون مبنية على معلومات دقيقة ومدعومة بالتحليل الواضح للاحتياجات الفعلية في السوق.
مع اقتراب إصدار الحكومة للوثيقة البيضاء التي تحدد خططًا لتقليل الهجرة المرتبطة بالعمل، يبقى التساؤل مطروحًا: كيف يمكن تحقيق التوازن بين احتياجات الاقتصاد وسوق العمل وبين سياسة الهجرة الصارمة التي تتبعها الحكومة.