2025-02-07 03:00:00
الإصلاحات المتشددة في قوانين الهجرة من حزب المحافظين في المملكة المتحدة
أعلن حزب المحافظين، تحت قيادة كيمي بادنوك، عن مجموعة من السياسات الجديدة التي تهدف إلى تشديد القوانين المتعلقة بالهجرة، في محاولة لاستعادة دعم الناخبين الذين فقدهم لصالح الحزب الإصلاحي الذي يقوده نايجل فاراج. تتضمن هذه السياسات تغييرات جذرية تهدف إلى تغيير المسار الحالي للهجرة إلى المملكة المتحدة.
الإقامة الدائمة والمواطنة: شروط جديدة صارمة
أحد أبرز التغييرات المقترحة هو زيادة فترة الإقامة اللازمة للحصول على تصريح الإقامة الدائمة (ILR) من خمس إلى عشر سنوات. بعد حصول الأفراد على ILR، سيُطلب منهم العيش في المملكة المتحدة لمدة خمس سنوات إضافية قبل أن يتمكنوا من التقديم للحصول على الجنسية البريطانية. بالمقارنة مع القوانين الحالية، التي تسمح بالتقديم بعد 12 شهرًا من الحصول على ILR، تعد هذه الزيادة تغييرًا جذريًا يعكس توجه الحكومة نحو تشديد الهجرة.
القيود على المساعدات الحكومية والسجلات الجنائية
بالإضافة إلى ذلك، ستفرض الحكومة الجديدة قواعد جديدة تمنع الأفراد الذين استفادوا من المساعدات الاجتماعية أو السكن الاجتماعي أثناء إقامتهم في المملكة المتحدة من التقدم للحصول على ILR. يجب على المتقدمين أيضًا إثبات قدرتهم على أن يكونوا مساهمين صافيًا في الاقتصاد، وذلك من خلال تحقيق دخل مرتفع قبل محاولة لم الشمل مع أسرهم. كما ستُعتبر السجلات الجنائية عائقًا كبيرًا أمام التقديم، حيث يُشترط عدم وجود أي جرائم في سجل المتقدم.
التعامل مع المهاجرين غير الشرعيين
ستشمل الإصلاحات أيضًا حظر المهاجرين الذين دخلوا البلاد بشكل غير قانوني أو تجاوزوا فترة تأشيراتهم من الحصول على ILR أو الجنسية البريطانية بشكل دائم. هذا التشديد يعبر عن موقف الحزب القوي ضد الهجرة غير الشرعية، حيث سيتم إلغاء تأشيرات الأفراد الذين يتجاوزون شروط التأشيرات التي يحملونها، مما سيؤدي إلى إبعادهم عن البلاد.
استثناءات لبعض الفئات
بينما ستشمل هذه التغييرات المواطنين الهنود، سيكون هناك استثناءات للمواطنين الأوكرانيين والأفراد الحاصلين على تأشيرات البريطانين الوطنيين (BNO) من هونغ كونغ. هذا التمييز يعكس الجهود المبذولة لمساعدة الفئات الضعيفة في مواجهة التحديات الإنسانية.
أهداف جديدة في أعداد التأشيرات
على صعيد آخر، أعلن الحزب أنه سيضع حدودًا صارمة سنوية على أعداد التأشيرات الممنوحة، بحيث تكون عند مستوى أقل بكثير مقارنة بمستويات الهجرة الحالية. يُشار إلى أن الحزب كان قد رفع هذه الحدود في عام 2018، مما يدل على تحول في استراتيجياته السياسية.
البعد السياسي والتحديات المقبلة
في سياق المنافسة السياسية، تأتي هذه الإصلاحات في وقت يتجاوز فيه حزب الإصلاح حزب العمال وحزب المحافظين في استطلاعات الرأي. يتعهد الحزب الإصلاحي بتجميد كل أنواع الهجرة غير الأساسية واحتجاز وترحيل أي شخص يدخل البلاد بشكل غير قانوني. كما يواجه حزب العمال مشروع قانون للهجرة يُعتبره الكثيرون بأنه سيؤدي إلى تسهيل إقامة المهاجرين غير الشرعيين.
تحاول كيمي بادنوك من خلال تصريحاتها التأكيد على أن المملكة المتحدة ليست مجرد مكان للإقامة، بل هي وطن يتطلب التزامًا حقيقيًا من المهاجرين، حيث يجب أن تكون حق المواطنة و الإقامة الدائمة امتيازًا وليس حقًا تلقائيًا.