2025-03-10 21:08:00
حياة المهاجرين الألبان في المملكة المتحدة
تتزايد الهجرة غير الشرعية من ألبانيا إلى المملكة المتحدة، حيث يتدفق الآلاف من الألبان بحثاً عن فرصة لحياة أفضل. تجربته الأخيرة لعامل ألباني يُدعى "جزيم"، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، تكشف عن جوانب مظلمة من هذه الرحلة.
المهاجرون وتحديات الحياة في المملكة المتحدة
خلال رحلته، وصل جزيم إلى بريطانيا بعد أن دفع مهربًا مبلغ 3,500 جنيه إسترليني، حيث سار على الطريق عبر فرنسا إلى مدينة "دنكيرك"، ثم عبر القنال الإنجليزي في قارب ضئيل نحو دوفر. بعد وصوله، وُضع في فندق لكن سرعان ما غادره للعمل في مزرعة للقنب. كان هذا العمل، كما يصفه، بمثابة كابوس.
تجربة عمل قاسية
في حديثه، يُعبر جزيم عن مدى المعاناة التي عاشها، حيث تم اقتحام المزرعة التي كان يعمل بها ولم يتلقَ أي أجر بعد ذلك. بدلاً من ذلك، انتقل للعمل في مجال البناء، حيث زعم أنه كان مضطراً لقبول راتب أقل، مما جعله غير قادر على تغطية نفقاته ودعم أسرته في ألبانيا.
الرغبة في العودة للوطن
بعد خمسة أشهر من العذاب والضغوط الشديدة، قرر جزيم العودة إلى ألبانيا. يقول: "لم يكن لدي خيار آخر، لقد كانت الحرب من أجل البقاء". تظهر هذه العبارة عمق المعاناة التي تواجهها العديد من الأسر الألبانية التي تركت البلاد بحثًا عن الأمل في الخارج.
تحذيرات من الحكومة الألبانية
مع عزيمة الحكومة الألبانية للحد من الهجرة غير الشرعية، تم إطلاق حملات توعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي. تأتي هذه الجهود في ظل تقليص عدد الألبان الذين يهاجرون بشكل غير قانوني إلى المملكة المتحدة، حيث انخفض العدد إلى 616 شخصًا في العام الماضي بالمقارنة مع أكثر من 12,600 في عام 2022.
القضايا الاجتماعية والاقتصادية في ألبانيا
يرتبط هذا الهجرة غير الشرعية بقضايا اجتماعية واقتصادية تعاني منها ألبانيا. يعبر خبراء مثل "أندي هوكاج"، عن أن حوالي 40% من الشباب يتركون الوطن بحثًا عن فرص اقتصادية أفضل. بينما اصطف عدد من القادة السياسيين للدعوة إلى تحسين الوضع داخل البلاد، مُبدين قلقهم من فقدان الشباب على وجه الخصوص.
المخاطر والتهديدات
على الرغم من الجهود الرامية لتقليل الانتهاكات، لا تزال هناك انتهاكات وشبكات تهريب تعمل في الخفاء. يُعتبر الألبان من بين أكثر الجنسيات المعرضة للعبودية الحديثة في المملكة المتحدة، مما يجعلهم أضعف في مواجهة هذه التحديات.
الجهود الحكومية لاستحكام الأوضاع
يمكن رؤية الجهود الدولية لتحسين الأوضاع في شمال ألبانيا، حيث تستثمر الحكومة البريطانية مبلغ 6 مليون جنيه إسترليني في برامج تهدف إلى خلق فرص العمل وتعزيز الأعمال المحلية. يُعتبر هذا البرنامج "آفاق جديدة" بمثابة خطوة نحو توفير حياة كريمة للمواطنين الألبان، بدلاً من دفعهم للهجرة.
دعم العائدين والعودة إلى الوطن
يؤكد "ألبرت هاليلاج"، عمدة مدينة "كوكيس"، على أهمية توفير الدعم للمهاجرين العائدين. حيث دعا المغتربين للعودة إلى الوطن والمساهمة في تطوير بلدهم، مشيراً إلى أن السياحة أصبحت محور التركيز للمستقبل.
الخلاصة
تشكل تجربة جزيم تصوريًّا عن الواقع المرير الذي يعيشه العديد من المهاجرين الألبان. من خلال قصصهم، يمكننا فهم الدوافع والآلام التي تعاني منها أسرهم، مما يتطلب اتخاذ خطوات جدية لدعم المجتمع الألباني وأفراده في حياتهم اليومية.