2025-04-07 06:24:00
نقص تأشيرات العمل في المملكة المتحدة في القطاعات الرئيسية
بينما تسعى المملكة المتحدة لتعزيز نموها الاقتصادي، أظهرت البيانات أن أقل من ثلث التأشيرات الصادرة في السنوات الأربع الماضية مُنحت للعمال الأجانب ذوي المهارات العالية، وهو ما يبرز أزمة حقيقية في توظيف الكفاءات اللازمة.
تفاصيل الإحصائيات
وفقًا للبيانات الصادرة عن وزارة الداخلية، تم إصدار أقل من 181,000 تأشيرة لطاقم العمل في المجالات الحيوية من أصل نحو 560,000 تأشيرة خلال الفترة المذكورة. هذا يدل على أن نسبة مئوية لا تتجاوز 32% من التأشيرات وُزعَت على المتخصصين في ثماني قطاعات حددتها الحكومة كمفتاح لتحفيز النمو الاقتصادي.
القطاع الصحي والحاجة إلى المهارات
على الرغم من زيادة الطلب على المتخصصين في مجال علوم الحياة، والذي يتطلب إضافة 133,000 موظف بحلول عام 2030، تم إصدار 16,000 تأشيرة فقط للأشخاص الذين يمتلكون هذه المهارات خلال الأربع سنوات الماضية. البيانات تشير أيضًا إلى نقص حاد في العمال في القطاعات الأخرى مثل الخدمات المالية والدفاع وتصنيع الأدوات المتقدمة والصناعات الإبداعية والسوق الرقمي وقطاعات الطاقة النظيفة.
انتقادات للبرنامج الحالي
أثارت هذه الأرقام انتقادات واسعة للنظام الحالي للتأشيرات، حيث وُصف بأنه غير مناسب للغرض ولا يلبي احتياجات الاقتصاد البريطاني. يتطلب الأمر إصلاحًا جذريًا لجذب المزيد من العمال المهاريين إلى البلاد، في الوقت الذي يُعتبر فيه الهجرة محورًا سياسيًا حساسًا في المملكة المتحدة.
تأجيل خطة تخفيض الهجرة
في خضم هذه الأزمة، تم تأجيل خطة السير كير ستارمر لتقليل صافي الهجرة حتى بعد عطلة عيد الفصح، نتيجة للجدل حول كيفية دعم الشركات التي قد تتأثر بالتعريفات الجديدة من الولايات المتحدة. خلال نوفمبر، حضر رئيس الوزراء وعدًا بتشديد قواعد الهجرة في وقت بلغ فيه صافي الهجرة أعلى مستوياته على الإطلاق.
منظور الحكومة
خلال إعلانه، اعتبر المتحدث باسم رئيس الوزراء أن العمل على خطة الهجرة الجديدة أمر بالغ الأهمية، حيث تعتزم الحكومة إصدار ورقة بيضاء تحدد الرؤية لإصلاح النظام المكسور. بالرغم من أن هذه الورقة كانت مقررة في وقت سابق من هذا العام، إلا أن موعد صدورها مُحدد الآن بعد الانتخابات المحلية في مايو.
التأثيرات السلبية للإصلاحات السابقة
في السابق، قامت الحكومة السابقة بزيادة كبيرة في الحد الأدنى للرواتب المطلوبة لتأشيرات العمال المهرة، بالإضافة إلى فرض قيود صارمة على قدرة العمال على إحضار أسرهم. هذه التغييرات، التي أُخذت بهدف تقليل صافي الهجرة، أدت بشكل غير مباشر إلى الإضرار بالصناعات التي تعتمد على العمالة الماهرة من الخارج.
الحاجة لنظام تأشيرات ذكي
صرح زين علي، الرئيس التنفيذي لشركة ســـنتورو جلوبال، بأن النظام الحالي للتأشيرات غير ملائم وليس لديه القدرة على التمييز بين الوظائف الحيوية للاقتصاد وتلك التي يمكن شغلها محليًا. كما أشار إلى أن التغييرات المتكررة وغير المتوقعة في قواعد التأشيرات تعيق التخطيط للقوى العاملة.
زيادة ملحوظة في طلب اللجوء
أظهر تقرير من المكتب الوطني للمراجعة زيادة كبيرة في عدد حاملي تأشيرات العمل المهرة الذين يطلبون اللجوء في المملكة المتحدة، حيث ارتفعت الطلبات من 53 حالة في عام 2022 إلى 5,300 حالة في الأشهر العشرة الأولى من عام 2024، ما يثير تساؤلات حول فعالية النظام المتبع حاليًا.
رؤية الحكومة المستقبلية
أشار متحدث باسم وزارة الداخلية إلى أن الحكومة تأخذ هذه القضية بجدية، حيث تهدف إلى تنظيم الهجرة واستعادة الأمان إلى النظام. يؤكدون أنه تحت خطة التغيير، ستتضمن الورقة البيضاء القادمة خطة شاملة لضبط فعاليات الهجرة وربطها بالمهارات والسوق المحلية لزيادة القوة العاملة المحلية وتقليل الاعتماد على العمالة الأجنبية.