بلجيكا

تشرد: الشباب، النساء، أو القادمين من الهجرة، واقعيات متنوعة جداً

2023-03-31 03:00:00

واقع مشكلة التشرد

التشرد ظاهرة معقدة تتجاوز الصورة النمطية المرتبطة بها. تعكس الإحصائيات الأخيرة من بلجيكا حجم معاناة الأفراد الذين يعيشون خارج منازلهم، حيث تم تسجيل 7912 شخصاً يعانون من فقدان السكن، من بينهم 2469 طفلاً. يعكس هذا الرقم تنوّع الفئات المتأثرة، بما في ذلك الشباب والنساء والأشخاص من أصول مهاجرة.

فئات متنوعة تحت وطأة التشرد

تشير الأبحاث إلى أن فئات مختلفة من المجتمع تتعرض لمشكلة التشرد. فالشباب، على سبيل المثال، غالباً ما يواجهون تحديات فريدة، تتراوح ما بين عدم الاستقرار المالي إلى فقدان الدعم الأسري. بينما النساء اللواتي يعانين من العنف الأسري قد يجدن أنفسهن في وضع يتطلب الهرب من بيوتهن، مما يعرضهن للتشرد.

أما بالنسبة للأشخاص من أصول مهاجرة، فهم غالباً ما يُحرمون من الفرص الاقتصادية والموارد اللازمة، مما يؤدي بهم إلى حالة من عدم الاستقرار. إن هذه الشريحة تواجه تحديات إضافية، مثل وجود حواجز لغوية وثقافية، مما يزيد من تعقيد وضعهم.

الجهود الرامية إلى مواجهة الأزمة

تعمل مجموعة من المؤسسات في بلجيكا، بما في ذلك مركز Cirtes من جامعة UCLouvain ومركز Lucas من KU Leuven، على رصد هذه الظاهرة وتصميم برامج تهدف إلى معالجة أسباب التشرد. بالتعاون مع Fondation Roi Baudouin، يتم إجراء دراسات دورية لتحديد عدد الأشخاص المتأثرين بالتشرد وتحليل العوامل المسببة. تتضمن هذه الجهود استهداف المجتمعات المحلية ورفع الوعي حول هذه القضية.

أثر التشرد على المجتمعات المحلية

تؤثر ظاهرة التشرد بشكل كبير على المجتمعات المحلية. فالتسرب من التعليم، الجريمة، وزيادة الضغوط على الخدمات الاجتماعية، كلها نتائج محتملة لارتفاع مستويات التشرد. يُعتبر الحد من هذه المشكلة تحدياً كبيراً يتطلب تضافر الجهود من قِبل الحكومة، المنظمات غير الحكومية، والمجتمع بشكل عام.

  تحية إلى الجيل الأول من الهجرة المغربية في بلجيكا

الحاجة إلى استراتيجيات مستدامة

تعد الحاجة إلى استراتيجيات مستدامة للتصدي لمشكلة التشرد أمراً ملحاً. يتطلب ذلك تنسيقاً أفضل بين مختلف الجهات المعنية، وتحسين الوصول إلى المساعدات السكانية. كما يجب أن تشمل هذه الاستراتيجيات تحسين دعم الأسرة، وزيادة الفرص التعليمية، وتوفير خدمات دعم نفسية، لمساعدة الأشخاص المتأثرين على العودة إلى حياة طبيعية.

إن معالجة مشكلة التشرد ليست مقتصرة فقط على تقديم المساعدات العاجلة، بل تتطلب رؤية شاملة واستباقية تهدف إلى القضاء على الأسباب الجذرية للعزلة والحرمان.