أكثر المناطق جاذبية في روسيا للهجرة الدولية

تحليل الهجرة الدولية إلى روسيا: بيانات عام 2020

تشير التقارير إلى وصول ما يقارب 594,146 مهاجرًا إلى روسيا في عام 2020، حيث كانت الغالبية من أوكرانيا (144,000 شخص) وتبعتهم تادجكيستان (93,000 شخص) وكازاخستان (65,000 شخص). وقد شهدت نسبة المهاجرين القادمين من تادجكيستان زيادة بنسبة 3% من إجمالي تدفق المهاجرين مقارنة بعام 2019. هذا التحسن يأتي في ظلّ تراجع الهجرة بشكل عام، حيث أظهرت الأرقام انخفاضًا ملحوظًا في معدل الزيادة السكانية الناتجة عن الهجرة الدولية، إن كان الإقبال على الهجرة قد شهد تراجعًا كبيرًا في السنوات الأخيرة.

الزيادات السكانية وتحولات الهجرة

في عام 2020، شهدت 52 منطقة من مناطق روسيا زيادة سكانية بفضل الهجرة الدولية. كانت الزيادة الأكثر وضوحًا في مناطق مثل موسكو وروستوف وكراسنودار، بينما شهد 33 منطقة أخرى نقصًا في عدد السكان، بما في ذلك موسكو وسمولنسك وبريمورسك. هذه الأرقام تعكس تغيرات كبيرة عن عام 2019 حيث سجلت 77 منطقة كزيادة سكانية نتيجة للهجرة.

السكان النازحون والعمالة الأجنبية

تراجع عدد العمالة المهاجرة المحتملة بشكل مزدوج مقارنة بالعام السابق، حيث أظهر تقرير وزارة الداخلية أن 2.4 مليون شخص سجلوا في عام 2020 من أجل العمل، مقابل 5.5 مليون شخص في 2019. هذا التراجع لم يُظهر فقط انخفاضًا في الهجرة ولكن أيضًا تأثيرًا كبيرًا على العديد من القطاعات في الاقتصاد الروسي، مما دعت الحاجة لتعزيز القوى العاملة في ظل الطلب المتزايد على العمل بعد تغلق الحدود بسبب جائحة كورونا.

دوافع الهجرة: التعليم والعمل

عانت فئة الطلاب الأجانب من تراجع كبير في أعدادهم، حيث انخفض العدد من 681,832 في عام 2019 إلى 265,056 في عام 2020. شكلت المناطق الكبرى مثل سانت بطرسبرغ وموسكو وأقاليم تترستان وموكفا الوجهات الأكثر رواجًا للطلاب الأجانب. تباينت هذه الأرقام بشدة حسب المناطق: ففي جمهورية كالميكيا مثلًا، شكل الطلبة أكثر من نصف الأعداد من المهاجرين المتعلمين.

معدلات الجريمة بين المهاجرين

على الرغم من التخوفات بتزايد الجرائم المرتبطة بالمهاجرين خلال جائحة كورونا، لم تدعم البيانات هذا الاعتقاد. فوفقًا لوزارة الداخلية، تم تسجيل 34,400 جريمة ارتكبها الأجانب، وهو ما يمثل 3.3% من إجمالي الجرائم. ظل مستوى الجرائم المتعلقة بالهجرة ثابتًا نسبيًا عبر مختلف المناطق.

تأثير الجائحة على الحصول على الجنسية

2020 كان عامًا غير مسبوق في منح الجنسية الروسية للأجانب، حيث تم منح 656,347 شخصًا الجنسية، معظمهم من مناطق مثل روستوف، حيث احتلّت أوكرانيا المركز الأول في عدد المجنسين. تبين أن تسريع الإجراءات لجعل الحصول على الجنسية أكثر سهولة للمواطنين الأوكرانيين كان له تأثير مباشر على الأرقام.

أكثر المناطق جذبًا للمهاجرين الدوليين

تُعطي تقييمات جذب المناطق الروسية للمهاجرين الدولية لمحة شاملة عن المؤسسات التي تطلب المهاجرين للعمل والدراسة وتحقيق الاستقرار والحصول على الجنسية. اعتمد تقييم هذه الجاذبية على مجموعة من المؤشرات تشمل صافي الهجرة، والمهاجرين القادمين للدراسة، والاكتساب للجنسية، وجرائم المهاجرين.

في عام 2019، تميزت بعض المناطق مثل ألتاي وكراي وأوموري وفولوغودا وكيميروفا كمناطق أكثر جذبا للهجرة، حيث حافظت على وضع إيجابي في صافي الهجرة واحتلت مراتب متقدمة في استقطاب العمالة الدولية وتقديم التعليم العالي. كانت هناك مناطق أدت بوضعها الاقتصادي والسياسي إلى ضعف الجاذبية مثل موسكو وكورسك وثمار كومي، حيث كانت تعاني من مستويات مرتفعة من الهجرة غير القانونية وتراجع أهمية العمل والأكاديميا.