2025-03-18 03:00:00
واقع برنامج الهجرة في روسيا
في عام 2024، شهد برنامج الهجرة الطوعية للمواطنين الروس في الخارج إلى روسيا تراجعاً كبيراً وصل إلى أدنى مستوى له خلال 14 عاماً، حيث انتقل ما لا يزيد عن 31,700 شخص. يثير هذا الأمر تساؤلات حول أسباب نفور الكثير من المهاجرين، خاصةً من الجاليات القريبة ثقافياً، كالجالية الأوكرانية.
الفجوة في أعداد المهاجرين
تتزايد الانتقادات عبر منصات التواصل الاجتماعي في روسيا، معتبرةً أن غالبية المهاجرين الذين عادوا إلى روسيا هم من الدول في وسط آسيا، مثل كازاخستان وطاجيكستان وأوزبكستان، بدلاً من الأوكرانيين الذين يزعم البعض أنهم يميلون ذهنيًا إلى روسيا. في المقابل، أظهرت الإحصائيات أن عدد الأوكرانيين الذين هاجروا إلى روسيا في عام 2024 لم يتجاوز 52 شخصاً، مقارنة بـ1270 شخصاً في عام 2021 قبل تصاعد النزاع المسلح.
التأثيرات القانونية والإدارية
أحد الأسباب الرئيسية وراء انخفاض أعداد المهاجرين هو الإجراءات الجديدة التي تتطلب من المتقدمين اجتياز اختبار للغة الروسية كشرط أساسي. ترى العديد من المصادر أن هذه الاختبارات أصبحت وسيلة لتكسب الأموال للموظفين الحكوميين بدلاً من كونها خطوة فعلية لتسهيل اندماج المهاجرين.
الاختيارات الضيقة
تُفرض قيود صارمة على المهن المسموح بها للمهاجرين، مما يحرم العديد من الأشخاص ذوي المؤهلات العلمية العالية من الاستفادة من البرنامج. على سبيل المثال، إذا كان الشخص يعمل كمعلم، فإن فرصه في الهجرة ستكون ضئيلة بالنظر إلى احتياجات بعض المناطق الروسية التي تبحث عن عمال في قطاعات معينة.
بيئات الهجرة المفضلة
تُعتبر بعض المناطق الروسية، مثل بورياتيا والمناطق الشرقية، هي الوجهات الرئيسية للمهاجرين، لكنها غالباً ما تكون غير جاذبة للعديد من الأفراد بسبب البنية التحتية المحدودة والظروف المناخية القاسية. مما يزيد من صعوبة جذب المهاجرين المؤهلين.
رغبة المهاجرين من آسيا
على الرغم من التحديات، فإن المهاجرين من دول مثل طاجيكستان يجدون في الهجرة إلى روسيا فرصة جيدة، خاصةً للعائلات الكبيرة، نظراً للامتيازات التي تقدمها الحكومة، مثل الإعفاء من الخدمة العسكرية للآباء والأمهات الذين لديهم أربعة أطفال أو أكثر.
ردود الفعل المحلية
تتسم ردود فعل المجتمع الروسي على برنامج الهجرة بالفوضى، حيث يتداول مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي أسئلة عن سبب تفضيل المهاجرين من دول معينة وإبعاد الأوكرانيين. يتزايد القلق بين بعض الأفراد حول ما إذا كانت هذه المجموعات الجديدة ستتسبب في تفشي الثقافة الأجنبية.
نظرة إلى المستقبل
تتجه الحكومة الروسية حالياً نحو تمديد فئات المهاجرين المؤهلين، محاولة لتعويض نقص القوة العاملة وسط تراجع مستمر في أعداد الرجال بسبب النزاع المستمر. الخيارات المتاحة لدى الحكومة لمعالجة تلك المشاكل تبدو محدودة، مما يعكس واقعاً معقداً حول كيفية إدارة الهجرة والسياسات الاجتماعية في روسيا.