2023-05-22 03:00:00
تتزايد أعداد المواطنين الطاجيك الذين يهاجرون إلى روسيا، على الرغم من الصعوبات التي تواجهها البلاد بسبب النزاع في أوكرانيا. تشير البيانات إلى أن عدد الأفراد الذين حصلوا على الجنسية الروسية قد بلغ مستويات غير مسبوقة، مما يثير تساؤلات حول دوافع هذه الموجة المتزايدة من الهجرة.

عندما نتناول الوضع في روسيا، نلاحظ أن الأثر السلبي الناتج عن الحرب لم يثنِ الطاجيك عن الرغبة في العمل هناك. فقد ارتفعت أعداد الرجال الطاجيك الذين يغادرون إلى روسيا بنسبة 207% في عام 2022، مما جعل هذا الرقم يقترب من الأرقام القياسية التي سجلت في عام 2013.

بالإضافة إلى ذلك، شهدت هجرة النساء الطاجيك أيضًا زيادة ملحوظة. وفقاً لتقارير لجنة شؤون المرأة والأسرة في حكومة طاجيكستان، بلغ عدد النساء المهاجرات في عام 2022 نحو 121,162 امرأة، بزيادة تزيد عن 71,000 مقارنة بالعام السابق.
كاريمجون يوروف، المدافع عن حقوق المهاجرين الطاجيك في روسيا، يرى أن الخيارات المتاحة للمهاجرين محدودة، مما يضطرهم للاختيار بين الدول المتاحة.
يقول يوروف: “الكثير من هؤلاء يحتاجون إلى تأشيرات للذهاب إلى دول أخرى، وبالتالي يختارون روسيا، التي رغم ارتفاع الأسعار بسبب الأزمة الأوكرانية، لا تزال تجذب العديد من العمال المهاجرين”.
عند الحديث عن الوضع القائم، يعود الكثير من الطاجيك الحاصلين على الجنسية الروسية إلى بلادهم عند إعلان التجنيد، لكنهم سرعان ما يعودون إلى روسيا بمجرد استقرار الأوضاع.
كذلك، يعبر العديد من الطاجيك عن صعوبة البقاء في بلادهم، كما هو الحال مع أحمد نازاروف، الذي انتقل إلى روسيا بحثًا عن فرصة عمل بسبب عدم توفرها في طاجيكستان. ويصف حالته بقوله: “لم يكن بإمكاني توفير لقمة العيش لعائلتي براتب يتراوح بين 100 و150 دولارًا، لذا كان علي البحث عن عمل في روسيا”.
علاوة على ذلك، يعي المهاجرون ازدياد المخاطر في روسيا مؤخراً. علي أكبر، أحد سكان منطقة ليفاكنت في طاجيكستان، عاد إلى بلاده بعد إعلان التجنيد، بينما ما زالت عائلته في روسيا، مما يزيد من قلقه بشأن سلامتهم.
أ statistics يظهر أن عدد الطاجيك الذين حصلوا على جوازات سفر روسية خلال عام 2022 قد زاد بنسبة 60%، مما يشير إلى رغبتهم في تحسين مستوى حياتهم من خلال الحصول على فرص عمل أفضل.
وعلى الرغم من التحديات، يُظهر المهاجرون الطاجيك عزيمة ملحوظة لمواجهة الصعوبات. يعتقد الكثيرون أن الحصول على الجنسية الروسية يساهم في تقليل عقبات الحصول على العمل، بما في ذلك التسجيل والحصول على الرخصة. ومع ذلك، تتعالى الأصوات في روسيا لدعوة المهاجرين إلى المشاركة في الحرب، مما يزيد من القلق حول مصير هؤلاء المهاجرين.
وفقاً للتقارير، يتم تجنيد بعض المهاجرين الطاجيك في الصراعات المحتدمة في الأراضي الأوكرانية، كما تظهر معلومات عن تعرض نساء من طاجيكستان في السجون الروسية لمغريات للعمل في مناطق النزاع، مما يثير قلقًا كبيرًا بين المختصين.
أويينخول بوبونازاروفا، محامية مهتمة بحقوق المرأة، تشدد على ضرورة اتخاذ مبادرات لمواجهة تزايد ظاهرة هجرة النساء إلى الخارج، وتدعو الحكومة الطاجيكية إلى توفير فرص عمل أكثر للنساء محليًا.
تسعى طاجيكستان، من خلال برامجها الحكومية، إلى خلق 100,000 فرصة عمل جديدة لمواطنيها، وفقاً للتصريحات التي أدلى بها المسؤولون، ولكن تبقى التحديات المتزايدة قائمة.
وضع حلول للحد من الهجرة: الواقع والطموحات
تأمل الحكومة الطاجيكية في تطوير استراتيجيات فعالة لتحسين الوضع الاقتصادي المحلي وتقليل الاعتماد على الهجرة من خلال توفير بيئة عمل مناسبة وتعزيز البرامج التعليمية والمهنية.