2024-08-12 03:00:00
واقع هجرة العمال من طاجيكستان إلى روسيا
أعلنت وزارة العمل والهجرة والتوظيف في طاجيكستان عن انخفاض حاد في عدد العمال المهاجرين إلى روسيا خلال النصف الأول من العام الحالي، مُشيرةً إلى أن هذا الانخفاض يأتي نتيجة تشديد الإجراءات المتعلقة بالهجرة التي فرضتها السلطات الروسية بعد الهجمات الإرهابية الدموية في “كروكوس سيتي هول”. وفقًا لمصادر رسمية، عبر 392.8 ألف عامل طاجيكي الحدود في النصف الأول من هذا العام، مما يُمثل انخفاضًا بنحو 16% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
توجهات مختلفة في هجرة الرجال والنساء
لوحظ أن تراجع هجرة الرجال كان أكبر بالمقارنة مع النساء، حيث انخفضت هجرة الرجال بنسبة 17%، في حين كانت نسبة النساء 12%. يُعزى ذلك إلى أن التشديدات الأمنية تستهدف بالدرجة الأولى العمال الذكور. إن العديد من هؤلاء الرجال يُعتبرون في دائرة الشك من قبل حرس الحدود، مما يؤدي إلى فرض حظر دخول عليهم.
رغم التحديات: روسيا تبقى الوجهة الرئيسية
مع ذلك، تُبقى روسيا السوق الخارجي الرئيسي لعمال طاجيكستان، حيث لا يزال 98.5% من العمال الطاجيك يسعون للعمل هنالك، إذ تشكل هذه الهجرة مصادر حيوية للتحويلات المالية إلى البلاد. يشير هذا الوضع إلى أهمية الاعتماد على سوق العمل الروسي بالنسبة للاقتصاد الطاجيكي.
تصاعد في أعداد العائدين إلى الوطن
خلال نفس الفترة، عاد 324.1 ألف طاجيكي إلى وطنهم، مما يعكس زيادة بنسبة 3% مقارنة بالسنة الماضية. ومع ذلك، لا تشير هذه الأرقام إلى ظاهرة كبيرة لهجرة العودة، بل تشير إلى أن المهاجرين والذي يعودون يُعادلون 82.5% من عدد الذين غادروا. هذا يعكس بشكل عام استمرارية الهجرة بعيدًا عن العودة، رغم حالة الهجرة السلبية المُعززة بعد الهجمات الأخيرة.
فجوة رقمية في الإحصائيات الرسمية
على الرغم من الأرقام التي تُنشرها الحكومة الطاجيكية، لا يُمكن تجاهل أن الأرقام المقدمة عن الهجرة تبدو غير كاملة. بيانات وزارة الداخلية الروسية تشير إلى دخول 1,280,900 طاجيكي إلى روسيا خلال النصف الأول من العام، حيث بين هؤلاء 963,500 أشاروا للعمل كهدف من أهدافهم. بالتالي، يُقدّر أن الوزارة الطاجيكية لم تسجل سوى 48.5% من المهاجرين الطاجيك.
زيادة التحويلات المالية رغم التراجع في الأعداد
على الرغم من قلة العمال المُسجلين بشكل رسمي، لم يتأثر مستوى التحويلات المالية بشكل ملحوظ. العام الماضي، تلقت طاجيكستان بإجمالي مُخزّن لتحويلات مالية بلغ 5.7 مليار دولار، مما يُعادل حوالي 48.2% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. يعتبر هذا الرقم زيادة ملحوظة مقارنة بالأعوام الماضية، حيث شهدت التحويلات المالية ارتفاعًا مستمرًا.
التحديات أمام العمال الطاجيك بعد التعديل في السياسة الروسية
من الواضح أن التغييرات في السياسة الروسية المتعلقة بالهجرة تُمثل تحديًا كبيرًا لطاجيكستان. التشديدات على التشريعات، مثل قانون الوضع القانوني للأجانب، تؤثر على دخول العمال الطاجيك وتعيق اعترافهم في السوق الروسية. تحاول الحكومة الطاجيكية العمل مع الجانب الروسي لتخفيف هذه الآثار السلبية عن طريق تقديم خدمات استشارية للمهاجرين.
الخيارات المستقبلية: التنويع أو التوسع في السوق المحلية
يواجه اقتصاد طاجيكستان تحديًا كبيرًا بسبب الاعتماد الكبير على التحويلات المالية من العمال المغتربين. الخيارات المتاحة قد تتضمن إعادة توجيه العمالة إلى دول أخرى أو توسيع سوق العمل المحلي من خلال إنشاء صناعات جديدة توفر فرص عمل. إن تعزيز الاقتصاد الوطني يُعتبر أفضل وسيلة للحد من الاعتماد على الهجرة ويضمن الاستدامة على المدى البعيد.