2018-10-31 03:00:00
إعادة صياغة مفهوم الهجرة في روسيا
في خطوة استراتيجية جديدة، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تنفيذ مفهوم متجدد للهجرة، يهدف إلى استقطاب ملايين الأشخاص، وخاصة الروس الناطقين باللغة الروسية، إلى البلاد. هذه المبادرة تأتي في سياق سياسة وطنية متكاملة تهدف إلى تسهيل الحصول على الجنسية الروسية.
تفاصيل القرار الجديد
أُعلن عن هذا القرار خلال انعقاد المؤتمر العالمي السادس للمواطنين الروس في موسكو، حيث أوضح بوتين أن الهدف من هذا المفهوم هو خلق ظروف ملائمة للمهاجرين من مواطني الوطن الأم الذين يعيشون في الخارج، مما يمكنهم من الانتقال بشكل دائم إلى روسيا بسهولة أكبر. وقد ورد في تصريحات بوتين أنه سيتم وضع قواعد واضحة للدخول والإقامة والعمل، بالإضافة إلى الحصول على الجنسية الروسية.
فترة تنفيذ السياسة
تغطي هذه السياسة الجديدة الفترة من 2019 حتى 2025، حسب ما جاء في مرسوم الرئيس الذي نُشر على الموقع الرسمي للكرملين. وقد تم تحديد المصادر الرئيسية لتفعيل هذه السياسة، حيث أشير إلى أن التجديد السكاني الطبيعي سيكون المصدر الرئيسي، مع اعتبار سياسة الهجرة أداة مساعدة لمعالجة القضايا الديموغرافية ذات الصلة.
شروط الاندماج في المجتمع الروسي
يشدد النصّ على أهمية خلق بيئة مؤاتية لدخول الأفراد القادرين على التكيف بسلاسة ضمن الشبكات الاجتماعية الإيجابية، مما يساعدهم على أن يصبحوا أعضاء فاعلين في المجتمع الروسي. كما يتضمن النص الحفاظ على انفتاح البلاد أمام الأجانب الذين قد لا يرغبون في الاستقرار بشكل دائم، ولكنهم يسعون إلى الاستفادة من الفرص المتاحة.
الهدف من السياسة
تتجه سياستهم نحو استقطاب المواطنين الروس الذين يمتلكون القدرة على الاندماج الثقافي بسهولة، حيث تعتمد الأولوية على تعزيز التفاعل الاجتماعي والاقتصادي. وقد عُبر عن الحاجة إلى آلية معينة لجذب عدد كبير من الأشخاص، إذ صرح مسؤولون بأن "روسيا تحتاج إلى ملايين من الناس".
تسهيل إجراءات الحصول على الجنسية
تتضمن السياسة أيضًا تسهيل الوسائل الخاصة بتقديم الجنسية الروسية، بجانب تخفيف قيود الحصول على تصاريح الإقامة والعمل. يعكس هذا التوجه تحولًا استراتيجيًا عميقًا ضمن السياسة العامة نتيجة التغييرات الجيوسياسية التي طرأت على الساحة الدولية.
حماية الأفراد من الاضطهاد
في أواخر أكتوبر، تم التصويت على تعديلات مقترحة في قانون "الجنسية"، مما يتيح الاعتراف ببعض الفئات من الأجانب كمواطنين روس بطرق مختصرة لأسباب إنسانية. ويشمل ذلك الأفراد الذين يواجهون الاضطهاد في بلدانهم بسبب دوافع سياسية أو غيرها.
دعم الأفراد من دول معينة
تركز السياسة الجديدة على استقطاب مواطنين من الدول التي شهدت توترات، مثل أوكرانيا، وأراضي غير معترف بها كالمولدوفا، ودول البلطيق. وقد تم تسليط الضوء على إمكانية تقديم المساعدة القانونية للأفراد الراغبين في الحصول على الوثائق اللازمة لتسهيل إقامتهم في روسيا.
تصريحات حول الحاجة إلى تعديل قانون الهجرة
خلال لقاءات سابقة، عُرضت تساؤلات عديدة من مهاجرين أوكرانيين حول دعم الحكومة في مسألة الحصول على الوثائق. وقد أكد الرئيس بوتين على الحاجة لتطوير آليات واضحة تسهل عملية حصول هؤلاء الأفراد على الجنسية الروسية.
الخلاصة
تتميز هذه المبادرة بتوجهها الواضح نحو تطوير السياسة الهجرية، مما يعكس فهمًا عميقًا للتحديات الديموغرافية والاقتصادية التي تواجه روسيا، مع رعاية متزايدة لرغبات الأفراد الراغبين في التكيف والاندماج في المجتمع الروسي.