روسيا

لماذا ستنتقل 3000 عائلة من أفريقيا إلى روسيا / «شركة»

2023-08-11 05:30:00

المهاجرون الأفارقة: الفرص والتحديات

تسعى روسيا لاستقطاب 3000 عائلة من قارة أفريقيا في إطار مشروع يتضمن إنشاء ما يعرف بـ “الأفروقرى” في منطقة تفير الروسية. الفكرة ليست جديدة، فهناك الكثير من النقاشات حول الهجرة الأفريقية إلى روسيا، لكنها تتحول الآن إلى واقع ملموس مع بدء إجراءات التأسيس.

الأسس القانونية والتنفيذية للمشروع

تم الكشف عن هذه المبادرة خلال قمة “روسيا-أفريقيا” الثانية في عام 2023، حيث تم وضع حجر الأساس لأول قرية من هذا النوع. يهدف المشروع إلى خلق بيئة يسهل فيها على المهاجرين الأفارقة الاستقرار وبدء حياة جديدة، تتمثل مهمتهم الرئيسية في زراعة المحاصيل وتربية الماشية. رغم أن الحكومة الإقليمية ليست مسؤولة مباشرة عن المشروع، إلا أن معطيات مبدئية تشير إلى دعم كبير من بعض القوى السياسية.

الدوافع وراء الهجرة

عائلات الأفارقة المستهدفة، وخاصة من جذور “الأفريكانرز”، يسعى العديد منها إلى الخروج من أزماتهم الحالية في بلدانهم، حيث تواجه الصراعات والمشكلات الاقتصادية. يتوقع أن توفر روسيا لهم ما يفتقدونه من أمن واستقرار وفرص لتحسين مستوى المعيشة. خاصة، أن الكثير ممن سيقصدون روسيا قد اعتنقوا الدين المسيحي ويرون في هذه الخطوة فرصة للعيش في بيئة تماثل معتقداتهم وقيمهم العائلية.

الديموغرافيا الروسية وتحدياتها

تواجه روسيا تحديات ديموغرافية ملحة. إذ تشير التوقعات إلى أن عدد سكان القارة الأفريقية سيصل إلى ربع سكان العالم بحلول عام 2050، لكن وبخلاف ذلك، لا تزال الهجرة الأفريقية إلى روسيا تسير بوتيرة ضعيفة. الأرقام الرسمية تشير إلى وجود أقل من 40,000 أفريقي في روسيا، حيث يتركز معظمهم في مجالات التعليم والعمل الطفيفة.

الآراء المختلطة حول جدوى المشروع

بينما يشير بعض الخبراء إلى أن المهاجرين الأفارقة يمكن أن يلعبوا دوراً مهماً في دعم الاقتصاد الزراعي الروسي، البعض الآخر ينتقد هذه الخطط بحذر، مشيرين إلى أن تدفق 3000 عائلة قد لا يكون له تأثير كبير على الحلول السريعة لأزمة الديموغرافيا. يشدد هؤلاء الخبراء على أهمية التركيز على تعزيز الولادة الطبيعية كمصدر رئيسي لتجديد السكان بدلاً من الاعتماد الكلي على الهجرة.

  أصبح الأمر أكثر صعوبة: الخوف وعدم اليقين يقللان من جاذبية روسيا للمهاجرين من آسيا الوسطى

الزراعة والتكامل الثقافي

من الملاحظ أن خبراء الزراعة يعبرون عن تفاؤلهم حيال الانفتاح على الثقافة الزراعية التي يجلبها الأفارقة، حيث يتمتع الأفريكانرز بخبرة طويلة في الزراعة. ومع ذلك، سيحتاج الوافدون الجدد إلى الدعم والتوجيه في بيئة جديدة للغاية. بالإضافة إلى ذلك، قد يواجهون تحديات تتعلق بالتكيف مع الثقافة الروسية، بما في ذلك حاجاتهم التعليمية والاقتصادية.

مستقبل العلاقة بين روسيا وأفريقيا

توجد آراء متباينة حول المشروع ورغبة البعض في رؤية علاقات اقتصادية أكثر تشابكًا بين روسيا وأفريقيا. بعض المحللين يعتبرون أن هذا المشروع قد يكون خطوة نحو تعزيز العلاقات، بينما يشير آخرون إلى ضرورة مشاركة أكبر لمجموعة متنوعة من المهاجرين وليس فقط من يُعتبرون نموذجًا مثاليًا في الثقافة الزراعية.

النظرة الشاملة: ما الذي ينقص؟

بينما توجد رؤية واعدة للمشروع، يظل السؤال الأهم: هل ستنجح روسيا في جعل هذه المبادرة واقعًا ملموسًا؟ تحتاج الاستراتيجيات المطروحة إلى مزيد من الدراسة والتنفيذ الفعال. من الضروري توفير آليات دعم فعالة للمهاجرين، ومتابعة التغيرات المجتمعية والديموغرافية بشكل دقيق لضمان تحقيق الأهداف المرجوة.