فرنسا

إعادة كتابة عنوان “تحويل أمر الطرد لغرباء جزائريين إلى ‘تصريح إقامة لمدة 10 سنوات'” بالعربية سيكون: “تحويل أمر الطرد لعائلة جزائرية إلى ‘إقامة لمدة 10 سنوات'”

2025-03-11 05:47:00

الوضع القانوني للمهاجرين في فرنسا: قصة من النجاح

يواجه الأفراد الأجانب القاطنون في فرنسا العديد من التحديات البيروقراطية. من بين هذه التحديات، قضية زوجين جزائريين، السيد FK والسيدة JK، اللذين نجحا في كسب قضيتهم ضد السلطات الفرنسية بعد معركة قانونية طويلة. كان الزوجان في البداية خاضعين لقرار بإلزامهم مغادرة الأراضي الفرنسية، ولكن قوبل هذا القرار بالرفض من قبل المحكمة الإدارية في ميلون، التي أصدرت حكماً بإعطائهما تصريح إقامة لمدة عشر سنوات. تسجل هذه القضية كخطوة هامة نحو حماية الحقوق المتعلقة بالحياة الخاصة والعائلية، وفقاً للاتفاقية الفرنسية الجزائرية الموقعة في عام 1968 والاتفاقيات الأوروبية لحقوق الإنسان.

رفض الطلب الأول: التحديات الأولية التي واجهها الزوجان

في 20 فبراير 2023، أصدرت محافظة سين ومارن قراراً برفض منح الزوجين تصريح إقامة، مما أجبرهما على مغادرة فرنسا في غضون ثلاثين يوماً. كان هذا القرار مدعومًا بعدم وجود دليل يثبت أن السيد FK والسيدة JK كانا تحت وصاية ابنهما الفرنسي، وهي شرط أساسي للحصول على تصريح الإقامة طويل الأجل. ومع ذلك، عارض الزوجان هذا التفسير أمام القضاء، مشيرين إلى أن وضعهما يلبي المتطلبات الضرورية. وقد أكد المحامي الخاص بهما، الأستاذ فيصل مغربي، أن هناك عناصر ومعطيات تدعم موقفهما.

الأدلة المقدمة: دعم الابن وأحوال الزوجين الصحية

عند قدومهما إلى فرنسا في فبراير 2019، كانت عائلتهما في فرنسا قد تولت رعايتهما. وقدمت المحكمة أدلة واضحة، مثل كشوفات حسابات بنكية تثبت تحويلات مالية منتظمة خلال السنوات الماضية. إضافةً إلى ذلك، كان لعمرهما المتقدم وحالتهما الصحية المتدهورة دور هام، خاصةً حالة السيد FK الذي خضع لعملية جراحية على القولون في عام 2018 وكان يعاني من علامات مرضية تحذيرية.

  التجسس في فرنسا: تحقق مع عميل من وزارة الاقتصاد وموظفة من مكتب الهجرة - LINFO.re

الهجوم المضاد من الإدارة: الأصول المالية كذريعة للرفض

ردت الإدارة على هذه المزاعم بحجة أن الزوجين يمتلكان مصادر دخل خاصة في الجزائر. حيث كان السيد FK يتلقى تقاعداً شهرياً يبلغ حوالي 58,335 دينار، وهو مبلغ يتجاوز الحد الأدنى للأجور في الجزائر. لذا، اعتبرت المحافظة أن هذا الدخل يكفي لإثبات الاستقلالية المالية للزوجين، مما أدى إلى رفض طلب الإقامة. ومع ذلك، تبنت المحكمة الإدارية في ميلون رؤية أوسع للقوانين المعمول بها، معترفة بأن الدعم المستمر من الأبناء في فرنسا يمثل اعتماداً فعلياً.

حماية الحقوق والأبعاد الإنسانية: حكم المحكمة

كان للمادة 8 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان دوراً مهماً في هذه القضية، حيث أكدت المحكمة أن إبعاد الزوجين سيكون انتهاكاً غير متناسب لهذا الحق الأساسي. كما أخذت في الاعتبار أن الزوجين ليس لهما عائلة قريبة في الجزائر وأن وجودهما بجوار أولادهما في فرنسا يعد ضرورياً لرفاهيتهما. تعبر هذه القضية عن مدى أهمية الروابط الأسرية في تقييم القضايا القانونية، عوضاً عن التركيز فقط على المعايير المالية.

القرار النهائي: انتصار الزوجين ومنح الإقامة

من خلال إلغاء قرار المحافظة، أصدرت المحكمة أمراً بمنح تصريح إقامة لمدة عشر سنوات للسيد FK والسيدة JK. علاوة على ذلك، فرضت غرامة مالية قدرها 200 يورو يومياً في حال عدم الالتزام بتنفيذ الحكم من قبل المحافظة، مما يضمن تنفيذ الحكم بشكل عاجل. تمثل هذه القضية سابقة قانونية واعدة لحالات مماثلة، وتظهر أن حقوق الأجانب في وضعيات هشة يمكن الدفاع عنها بفاعلية أمام المحاكم.

الدروس المستفادة: أهمية الدعم القانوني والاتفاقيات الدولية

تسلط هذه القضية الضوء على التعقيدات المرتبطة بإجراءات الهجرة في فرنسا وترسخ أهمية الدعم القانوني للأشخاص الذين يواجهون قرارات إدارية ذات آثار جد خطيرة. كما تؤكد على الدور الحيوي الذي تلعبه الاتفاقيات الدولية والأطر القانونية في حماية حقوق الأجانب. بالنسبة للأشخاص المتضررين، تشكل مثل هذه الانتصارات بارقة أمل وتذكير بأن العدالة قادرة أحياناً على تصحيح قرارات يتخذها معها البعض دون اعتبار للواقع الإنساني والاجتماعي.

  وزارة أوروبا والشؤون الخارجية